تراجعت العقود الآجلة للذهب الأسبوع الماضي بنسبة 3.38%، وكسرت سلسلة مكاسب استمرت تسعة أسابيع وأغلقت جلسة الجمعة عند المستوى 1949.80. بالمقابل، انخفضت العقود الآجلة للفضة بنسبة 5.27% خلال الأسبوع، لتغلق جلسة الجمعة عند المستوى 26.089.
يبدو أن البيانات الإيجابية الأخيرة حول أداء الاقتصاد الأمريكي تلقي بثقلها على أداء الذهب، والذي يميل إلى أن يكون مفضلاً عندما يكون هناك عدم ارتياح في الأسواق ويميل إلى التراجع عندما تتحول تفضيلات المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية.
علمت الأسواق يوم الخميس أن مطالبات البطالة الأولية انخفضت إلى أقل من 1 مليون للمرة الأولى خلال 21 أسبوعاً لتقف عند حوالي 963000 وأقل من توقعات المحللين، الذين توقعوا ارتفاعها بمقدار 1.1 مليون. يوم الجمعة، أصدرت وزارة العمل الأمريكية رقم الإنتاجية غير الزراعية، والتي ارتفعت بنسبة 7.3% في الربع الثاني بعد انخفاضها بنسبة 0.3% الربع السابق، في حين أصدر مكتب الإحصاء الأمريكي مجموعة مراقبة مبيعات التجزئة لشهر يوليو والتي استقرت عند 1.4% بعد أن كانت عند 6% في يونيو. بلغ رقم مبيعات التجزئة لشهر يوليو 1.2٪ (من شهر إلى شهر)، مما يدل على انتعاش أكثر اعتدالاً من رقم الشهر السابق الذي بلغ 8.4٪.
أعطى القطاع الصناعي أيضاً علامات على حدوث انتعاش معتدل، حيث أصدر مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي رقم الإنتاج الصناعي، والذي بلغ 3% في يوليو (من شهر لآخر) بعد أن كان عند 5.7% في يونيو. كانت ثقة المستهلك في ميشيغان عند 72.8 في أغسطس وفقاً للأرقام الأولية الصادرة مؤخراً، بعد أن كانت عند 72.5 في الشهر السابق.
يضاف إلى ذلك الإعلان الأخير للحكومة الروسية، التي زعمت أنها أنتجت بالفعل الدفعة الأولى من لقاح Covid-19، مما أعاق التوقعات بتفشي المرض مرة أخرى. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة بشأن الإعلان الروسي، لذلك قد يكون من الحكمة الانتظار لرؤية هذا اللقاح الجديد قيد التنفيذ قبل إصدار حكم. يوجد حالياً 21631.766 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا حول العالم، بالإضافة إلى 769221 حالة وفاة. تتصدر الولايات المتحدة عدد الإصابات، حيث سجلت 5،529،789 حالة إصابة مؤكدة بالإضافة إلى 172،606 حالة وفاة، تليها البرازيل والهند وروسيا.
أدت البيانات الإيجابية إلى ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية، حيث سجل مؤشر S&P500 مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، متقدماً بنسبة 0.64٪ وأغلق الأسبوع عند المستوى 3372.85. بالمقابل، سجل مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفع بنسبة 1.81% وأغلق الأسبوع عند المستوى 27931.02، بينما تقدم مؤشر ناسداك 100 للأسبوع الثالث على التوالي، مرتفعا 0.22% وأغلق جلسة الجمعة عند المستوى 11164.45.
على الرغم من تحسن معنويات السوق والآفاق الجيدة للاقتصاد الأمريكي، إلى أن بسبب كون مصير محادثات التحفيز بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري غير واضح، وأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يغير موقفه من السياسة النقدية قريباً، فقد لا يزال هناك فرصة للمتحمسين للذهب.
يواصل الدولار الأمريكي التراجع أيضاً، حيث انخفض بنسبة 0.36٪ مقابل حزمة من منافسيه الرئيسيين الأسبوع الماضي. كما يرتفع معدل التضخم أيضاً، حيث قفز كلٌ من مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.6% (من شهر إلى شهر)، وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 10% سنوياً بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 1.6%، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة العمل.
تميل الاتجاهات التضخمية، إلى جانب ضعف الدولار والسياسة النقدية المتساهلة، إلى تفضيل أداء المعادن الثمينة، وخاصة الذهب، حيث يعتبر تحوطاً ضد التضخم ويستخدم على نطاق واسع لحماية المحافظ الاستثمارية من الآثار السلبية لضعف العملات الورقية.