تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 3.23% الأسبوع الماضي، حيث تلاشت الرغبة بالمخاطرة في الأسواق بالنظر إلى التوقعات المحطمة للانتعاش على شكل حرف V. على الرغم من المكاسب الأسبوعية، فقد الذهب بعض مكاسبه مقابل الدولار يوم الجمعة، في حين استعادت الأسهم الأمريكية بعض مكاسبها المفقودة بإغلاق الأسبوع على الجانب السلبي.
في الأسبوع الماضي، أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عزم البنك على إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة طالما دعت الحاجة، مشيراً إلى أن التعافي قد يستغرق بعض الوقت وأن مستويات البطالة ستظل مرتفعة حتى نهاية العام.
وقال باول، الذي لا يزال متفائلاً بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، إن الانتعاش المتوقع بشدة قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، مما حطم أي توقع للانتعاش السريع.
قال باول خلال مقابلة مع شبكة CBS التلفزيونية: "قد يستغرق بعض الوقت. قد يستغرق فترة من الوقت. يمكن أن تمتد حتى نهاية العام المقبل. نحن حقا لا نعرف".
وأكد باول أنه على افتراض أنه لن تكون هناك موجة ثانية من الوباء، فإن الاقتصاد سوف يتعافى بشكل مطرد في النصف الثاني من هذا العام، وبالتالي قد لا يكون من الحكمة الرهان ضد الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل أو حتى في المدى المتوسط.
كما أن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بمستوى البطالة ليست هي الأكثر تشجيعاً. ويتوقع البنك أن تظل البطالة في نهاية العام عند 9.3%، وهي قريبة من أسوأ مستويات أزمة عام 2008 على الرغم من أنها تجاوزت 13.3% الحالية. والأكثر من ذلك، يتوقع البنك أن تنخفض البطالة إلى 5.5% في نهاية عام 2022 وستعود إلى ما دون مستوى 4.1% على المدى الطويل.
تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقات الاحتياطي الفيدرالي، مدعيا أن المؤسسة "تخطأ في كثير من الأحيان" وأن 2021 ستكون واحدة من أفضل السنوات بالنسبة للولايات المتحدة.
وعلق ترامب على حسابه على تويتر: "أرى الأرقام أيضاً، وأعمل بشكل أفضل بكثير مما يفعلون"، وأضاف، مشددا على آماله برؤية لقاح لفيروس كورونا قريباً، وهو ما يعتبره باول ضروريا للتعافي الاقتصادي الكامل: "سيكون لدينا ربع ثالث جيد جداً، وربع رابع عظيم، وواحد من أفضل سنواتنا على الإطلاق في عام 2021".
أكد البنك الدولي تعليقات باول، حيث يتوقع أن الاقتصاد العالمي لن يعود إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا حتى عام 2022.
عامل آخر يسبب القلق في الأسواق هو الخوف من موجة ثانية من الوباء. في الوقت الحالي، يتم التقليل من احتمالية هذا الحدث من قبل العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، بما في ذلك الدكتور أنتوني فوسي الذي علق قائلاً إن وجود موجة ثانية ليس أمراً حتمياً، وأن ذلك يعتمد على ما إذا تم التعامل مع تفشي المرض بطريقة مناسبة.
ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن بعض الولايات التي تقع الآن وسط عملية إعادة فتح اقتصادي، أبلغت عن ارتفاعات في عدد الإصابات، من بينها فلوريدا. على المستوى العالمي، فإن دول مثل أستراليا وإسرائيل تبلغ بالفعل عن زيادة في حالات الإصابة اليومية، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان هناك حاجة لفرض حظر مرة أخرى لاحتواء الفيروس.
في الوقت الحالي، هناك حوالي 7,884,772 حالة إصابة بفيروس كورونا في العالم وعدد القتلى عند 432,638. وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تضررا، حيث تم تسجيل 2142,224 إصابة و 117,527 حالة وفاة، تليها البرازيل وروسيا.
الوضع الجيوسياسي ليس جيداً أيضاً. لم تحظ محاولة الصين للتدخل في هونغ كونغ بقبول جيد من قبل المجتمع الدولي، مما زاد من التوترات وحتى المخاوف من حرب تجارية.
يرى بعض المحللين أن التحمس للمخاطرة في الأسابيع الماضية كانت في غير محلها، لذلك، ووفقاً لهذا النهج، فإن الذي حدث في أسواق الذهب يعتبر منطقياً الآن، بعد أن أصبتح الأسواق أكثر توافقاً مع الواقع الاقتصادي. في النهاية، عندما يتلاشى التفاؤل، يفضل المتداولين والمستثمرون أصول الملاذ الآمن.
ومع ذلك، تماماً كما قال باول، لا نعرف المستقبل حقاً لذلك لن يكون من المستغرب استمرار رؤية تفاؤل متقطع في غير مكانه يسيطر على الأسواق.