تراجعت الكرونا السويدية بنسبة 2.94% مقابل الدولار الأمريكي يوم الجمعة، متخلية عن جزء من مكاسب الأسبوع السابق. كما تراجعت العملة السويدية مقابل الجنيه البريطاني بنسبة 1.39% وظلت ثابتة تقريباً مقابل اليورو، حيث تقدمت بنسبة 0.06% فقط.
كان المتداولين متحمسين للكرونا السويدية الأسبوع الماضي مما أدى إلى مكاسب إجمالية بلغت حوالي 4.80% مقابل الدولار. مع ذلك، فإن انعكاس الزوج قرب نهاية الأسبوع يستحق نظرة فاحصة.
من خلال التركيز على الدولار، أعتقد أن هناك سببين رئيسيين لماذا قرر المتداولين التخلي عن الكرونا السويدية. الأول هو فشل الحكومة السويدية الكبير من حيث احتواء الفيروس التاجي. والثاني هو التفضيل القوي الحالي للدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن.
عند التفكير في السبب الأول، من المهم أن نسلط الضوء على أنه، على عكس الدول الأخرى في أوروبا، قررت السويد عدم وضع سكانها في الحجر الصحي واختاروا إعطاء "نصيحة طوعية"، الإجراء الذي تبين أنه خطأ كبير، نظراً زيادة عدد القتلى وعدد الإصابات. يوجد حالياً 6443 شخصاً مصاباً و 373 حالة وفاة، ويتوقع بعض المحللين أن السويد قد ينتهي بها المطاف كدولة بها أكبر عدد من الوفيات بين الدول الاسكندنافية.
كانت الفكرة الرئيسية هي تقديم استجابة "سويدية ثقافية" لتفشي الفيروس، بالنظر إلى الخصائص الثقافية الخاصة للشعب السويدي، حيث يميلون إلى العيش بمفردهم. وبناءً على هذا الافتراض، قررت الحكومة عدم إغلاق الأماكن العامة مثل المقاهي والمطاعم وعدم تقييد حركة مواطنيها.
للأسف، لم يكونوا يعتمدون على حقيقة أن المجتمع الصومالي عالي التركيز كان عرضة لأن يصبح مصدراً للعدوى. وكما نعلم فعلياً، أن المنطق السليم هو الأقل شيوعاً بين الحواس، لذلك ربما لم يكن الاعتماد على الممارسات الشائعة لشعب واحد أفضل فكرة في المقام الأول.
ويعكس هذا الوضع الفشل، مرة أخرى، في واحد من "النهج البديلة" المتعددة لتنفيذ تدابير الحجر الصحي لاحتواء انتشار الوباء. كان هذا بالطبع خطأ فادح من وجهة نظر الحكومة السويدية، لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً حقيقة أنهم يفكرون في اتباع خطوات الحكومات الأخرى وهم يستعدون حالياً للحظر.
تتوقع الحكومة السويدية انكماشاً بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، على الرغم من أنها تأمل في أن يتعافى النمو الاقتصادي في عام 2021 لأنها تتوقع انتعاشاً بنسبة 3.5%. البعض الآخر ليس متفائلاً، حيث يتوقع انخفاضاً بنسبة 8% في الناتج المحلي الإجمالي.
وقالت وزيرة المالية ماغدالينا أندرسون لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي: "إن الأمر يتعلق بنفس درجة الأزمة المالية"، وأضافت "لدينا وضع اقتصادي خطير للغاية".
إلى جانب ذلك، تتوقع الحكومة أيضاً زيادة كبيرة في مستويات البطالة.
وأضافت "المزيد من الناس سيصبحون عاطلين عن العمل وهذا أيضا شيء نقيمه في هذه التوقعات."
ومثل دول العالم الأول الأخرى، اتخذت الحكومة السويدية أيضاً إجراءات مالية لمواجهة الآثار السلبية لتفشي المرض على الاقتصاد، معلنةً عن إعانات لتغطية الرواتب، وضمانات القروض، وتخفيضات ضريبية من بين إجراءات أخرى.
أما الدولار، فقد كان بلا شك العملة المفضلة للمتداولين الأسبوع الماضي. تقدم مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة عملات، بنسبة 2.27% الأسبوع الماضي، ويبدو أن الاتجاه سيستمر بالنظر إلى السلوك الهبوطي المتنامي وتزايد النفور من المخاطرة في الأسواق العالمية.