حتى الآن هذا الأسبوع، تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.64%، لتواصل اتجاه الأسبوع الماضي وتفقد مركز الملاذ الآمن لها على الأقل للحظات. بدأت أسواق الذهب الأسبوع باتجاه إيجابي، حيث أضافت 0.73% خلال جلسة يوم الإثنين، لكنها تراجعت خلال الجلسة التالية، وخسرت 1.37%. خسرت أسواق الفضة، التي تميل إلى أداء أقل من الذهب، 1.71٪ هذا الأسبوع.
ويرتبط الانخفاض بانهيار أسواق النفط، الأمر الذي يدفع العديد من المتداولين نحو الدولار. في الظروف العادية، كان من الممكن أن يكون انخفاض أسعار النفط علامة صعودية لمستثمري ومتداولي الذهب، لكن الانخفاض المطول هو علامة على انكماش محتمل في أسعار السلع. الذهب تحوط معروف ضد التضخم، لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أنه في مواجهة الموقف المعاكس، يفضل المتداولين ترك احتياطياتهم من الذهب والاحتفاظ بالدولار بدلاً من ذلك.
على أي حال، توقع الكثيرون أن يكون هذا الركود قصير الأجل، خاصةً بسبب التوقعات القاتمة فيما يتعلق بتقدم جائحة كورونا حول العالم، والذي أصاب أكثر من 2.5 مليون شخص. وزعم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن أسوأ انتشار للوباء لا يزال قادماً، محذراً من قرار العديد من الدول برفع إجراءات الإغلاق التي تم وضعها لإعاقة تقدم المرض.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس من منظمة الصحة العالمية للصحفيين: "ثق بنا، إن الأسوأ ما زال أمامنا، فلنعمل على منع هذه المأساة". واضاف "انه فيروس لا يزال كثير من الناس لا يفهمونه".
جاءت تعليقات الرئيس وسط موجة من الشك حول دور منظمة الصحة العالمية من حيث معالجة تقدم الوباء، حيث يعتقد أن المنظمة فضلت الحكومة الصينية على حساب بقية الأعضاء. في الآونة الأخيرة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوقف عن تمويل منظمة الصحة العالمية، وهي خطوة مثيرة للجدل تعرضت لانتقادات شديدة بل واعتبرت محاولة للتستر على سوء إدارة ترامب المفترض للأزمة.
ما تعنيه هذه المعلومات هو أن الوضع الحالي قد يزداد سوءاً في الأسابيع المقبلة، الأمر الذي قد يجعل المعادن الثمينة أكثر جاذبية نظراً لوضعها التاريخي كأصول آمنة. ومع ذلك، وفقا لبعض المحللين قد يستغرق هذا بعض الوقت. كما أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت إعادة فتح الاقتصاد ستكون سيئة من وجهة نظر الأسواق.
أوضح أحد المحللين في FXStreet، "لقد هيمن على موضوع المخاطرة العامة انخفاض سعر النفط، وقد يرتفع الذهب بعد ذلك مع تحول نموذج السوق في المستقبل وتراجع قوة الدولار، ولكن هذا قد يستغرق بعض الوقت".
من جانب العرض، أصبح نقل الذهب صعباً للغاية وأغلقت بعض المصافي بسبب الوباء. واعتبرت هذه الاضطرابات في سلاسل التوريد ضغطاً تصاعدياً، لكن العرض في الوقت الحالي كافٍ لتلبية الطلب الحالي.
في الوقت الحالي، تتعافى أسعار النفط مما أدى إلى انخفاض الطلب على الدولار ودعم أسواق الذهب. ومع ذلك، لا يزال هناك احتمال أن يكون لانهيار السوق الأخير تأثير طويل الأمد على معنويات السوق، لذا فإن تجاهل التراجع ليس تصرفاً حكيماً.