يمر البيزو المكسيكي بمرحلة صعبة منذ نهاية الأسبوع الثالث من شهر فبراير. في الأسبوع الماضي وحده، تعرض لخسارة حوالي 3.73% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.
لم يكن عام 2019 عاماً جيداً بالنسبة للاقتصاد المكسيكي، حيث إنكمش لأول مرة منذ عقد. ويعزى هذا الأداء الاقتصادي الضعيف بشكل رئيسي إلى انخفاض النشاط الصناعي، حيث انخفض بنسبة 1.2%، تلاه انكماش في القطاع الزراعي والقطاع الحيواني، والذي تقلص بنسبة 1.1%. بالكاد توسع قطاع الخدمات، بنسبة 0.2%.
في يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، علمت الأسواق أن البنك المركزي المكسيكي قرر خفض توقعاته للنمو لعام 2020، مما حدد توقعاته للنمو ما بين 0.5 و 1.5%. كما قرر البنك زيادة توقعاته للتضخم من 3% إلى 3.2%، مدعوم بالزيادة الأخيرة في الحد الأدنى للأجور بنسبة 20%. مما لا شك فيه أن هذا شجع الاتجاه الهابط بين المستثمرين.
في تقريره الاقتصادي ربع السنوي، ذكر البنك المركزي أن من المتوقع أن يستمر الاقتصاد المكسيكي في مواجهة "بيئة معقدة"، مقتبساً من وباء الفيروس التاجي باعتباره أحد العوامل المعيقة، حيث من المتوقع أن يؤثر على أداء سلاسل التوريد العالمية والاقتصاد العالمي بطريقة كبيرة.
من المهم الإشارة إلى أن الاقتصاد المكسيكي يعتمد اعتماداً كبيراً على التجارة الدولية، وبالتالي لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن يأخذ البنك في الاعتبار الأداء الاقتصادي العالمي. إلى جانب ذلك، يتوقعون حدوث تحسن في الطلب المحلي، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون هذا الانتعاش تدريجياً.
وأوضح البنك في تقريره: "هذه التوقعات تشير إلى انتعاش تدريجي أكثر للطلب المحلي خلال الأفق المتوقع".
أدى هذا الإعلان إلى انخفاض البيزو المكسيكي خلال جلسة الأربعاء، مما تسبب في تراجعه بنسبة 0.95% مقابل الدولار. فقد انخفض يوم الخميس بنسبة 1.25% مقابل الدولار، حيث علم المستثمرون أن شركة بتروليوس ميكسيكو (Pemex) تكبدت خسائر بلغت 18.3 مليار دولار أمريكي في عام 2019، مما ضاعف خسائر العام السابق.
تتأثر Pemex بانخفاض صادرات النفط التي أثرت على إنتاج النفط بشكل كبير. تواجه الشركة هذه المشكلة لأكثر من عقد، مما تسبب في الكثير من القلق بين وكالات التصنيف والمستثمرين. ومع ذلك، قالت وكالة Moody لخدمات المستثمرين يوم الجمعة إنه على الرغم من البيانات السلبية الأخيرة، فإنهم يتوقعون أن تزيد Pemex إنتاج النفط بنسبة 1% في عام 2020، قائلة إن الشركة أظهرت "تقدماً جيداً" في عام 2019.
وكأن ما سبق لم يكن كافياً، أكدت الحكومة المكسيكية يوم الجمعة وصول وباء فيروس كورونا إلى هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى. أعلن وكيل الوقاية وتعزيز الصحة هوغو لوبيز-جاتيل أنه تم تشخيص إصابة المواطن المكسيكي الذي عاد مؤخراً من إيطاليا، مضيفاً أن حالة المريض مستقرة حالياً لأنها حالة منخفضة المخاطر نظراً لسنه وسجله الطبي. لا تزال الحالة الثانية قيد التقييم ولا يزال تأكيدها معلقاً. قال الرئيس المكسيكي فيما يتعلق بوصول المرض إنه ليس شيئاً فظيعاً أو قاتلاً وأنه يجب على وسائل الإعلام تجنب الإثارة والمبالغة.
على أي حال، كان رد فعل الأسواق سلبياً، حيث بلغ البيزو المكسيكي أدنى مستوى له خلال 5 أشهر وأغلق الجلسة في المنطقة السلبية، حيث انخفض بنسبة 0.58% مقابل الدولار.
في الأسبوع المقبل، من بين المؤشرات الأخرى التي قد تكون ذات صلة بأداء البيزو المكسيكي، سيتعرف المستثمرون على مؤشرات ثقة المستهلك والأعمال بالإضافة إلى مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من IHS Markit لشهر فبراير.