كان بوريس جونسون مستعد للمضي "ألف ميل إضافي" من أجل الحصول على صفقة مع الإتحاد الأوروبي. بعد ذلك لم يخطط للإجتماع مع قادة الإتحاد الأوروبي إلا إن تمت إزالة اتفاقية الدعم الإيرلندي "الغير ديمقراطية" أولاً. الآن يجتمع السيد جونسون مع قادة ألمانيا (بالأمس) و فرنسا (اليوم) من أجل محادثات قبل اجتماع مجموعة السبعة هذا الأسبوع في بياريتز، فرنسا، وبالطبع لا يمكن تجنب الحديث عن بريكست.
خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، كان هناك ما اعتبرته أجزاء من الصحافة البريطانية أنه تقدم. كانت السيدة ميركل توضح بأن اتفاقية الدعم كانت اتفاقية نائبة لن تطبق إن تم التوصل إلى حل خلال الفترة الإنتقالية التي سوف تحمي مصداقية السوق الموحدة (هذا سوف يتطلب اتحاد أقرب كثيراً مع الإتحاد الأوروبي مما تتطلع له الحكومة البريطانية الحالية). خلال المؤتمر الصحفي المشترك، قالت السيدة ميركل: "إن تمكن أحد من حل هذا اللغز، إن تمكن أحد من العثور على الحل، نقول بأننا على الأرجح سوف نجده خلال العامين القادمين، ولكن ربما يمكننا كذلك العثور عليه خلال الأيام الثلاثين القادمة. عندها نكون قد خطونا خطوة أخرى في الطريق الصحيح وعلينا بالتأكيد وضع كامل جهودنا معاً".
اغتنم السيد جونسون هذا الأمر على أنه الفرصة التي كان يبحث عنها (هل من الممكن أنه يفكر فعلاً بأن "maxfac" قد تنجح؟)، وصرح: لقد قلت بشكل صحيح بأن العبئ يقع علينا من أجل الوصول إلى هذه الحلول، هذه الأفكار، لإظهار كيف يمكننا التعامل مع الموضوع بشأن حدود إيرلندا الشمالية وهذا هو ما نريد القيام به. علي القول بأني سعيد جداً بالإستماع إليك الليلة أنجيلا وأن أسمع بأن على الأقل الحوارات المهمة يمكن أن تبدأ الآن بشكل مناسب. لقد حددت جدول زمني صعب بثلاثين يوماً – إن فهمتك بشكل صحيح، وأنا سعيد جداً بهذا".
يمكن ربما، من الناحية الظاهرية، أن نرى لماذا تعتقد الجهات الإعلامية الداعمة لبريكست أن هذا اتفاق، ولكنه فخ أكثر منه جائزة. الإتحاد الأوروبي وحكومة ماي نظرت إلى كل التكنولوجيا والمخططات القائمة التي يمكن أن تستعمل لإزالة الحاجة إلى نقاط فحص جمركي، ولم تجدها. قبل جونسون التحدي الآن بتقديم نموذج عامل (يرضي الإتحاد الأوروبي) خلال 30 يوم فقط. هذا سوف يجعل الأمر أصعب بكثير من أجل بيع فكرة أن بريكست "بدون صفقة" سوف يكون إلزامياً على المملكة المتحدة بسبب عدم مرونة بروكسل.
أسرع الواقعيون للإشارة إلى أنه لا يوجد حدود دولية في العالم (بين الدول خارج المنطقة التجارية مثل السوق الموحدة للإتحاد الأوروبي) التي تستخدم التكنولوجيا التي يتخيلها جونسون. بما أن مثل هذه التكنولوجيا، إن كانت حيوية، سوف تسهل شحنات البضائع عبر الحدود، وتقلل التكاليف والوقت، في حال توفرت مثل هذه الفرصة، فإنها كانت سوف تكون قائمة في مكان آخر بالفعل. لدى السيد جونسون الآن 29 يوم للعثور على هذا الحل الخيالي.
