مع تعثر الملكة المتحدة في الطريق نحو حافة الهواية مع الخروج من الإتحاد الأوروبي، كان هناك بعض الأمل الظاهر بين المشاكل المتراكمة، ولكنه قليل جداً. تراجع التضخم في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوياته منذ عامين وهو حالياً عند 1.8% (بحسب مقياس مؤشر أسعار المستهلك). يمثل هذا الأمر تراجع بنسبة 0.3% عن مستوى شهر ديسمبر الذي كان عند 2.1% وهو أدنى مستوى مر به منذ يناير 2017. وصل التضخم إلى أعلى مستوياته خلال 5 أعوام لاحقاً خلال ذلك العام في شهر نوفمبر عند 3.1%، وبالتأكيد، يتوقع أن يؤدي بريكست الغير منتظم إلى رفع الأسعار.
التراجع في قيمة مؤشر CPI كانت تعزى إلى تراجع تكاليف الطاقة التي يدفعها المستهلكين مقابل الوقود وفواتير الطاقة بحسب مكتب الإحصاءات الوطني (ONS). وجائت أفضل من مستوى 2% التي كانت يتوقعها المحللين. يهدف بنك إنجلترا الوطني إلى المحافظة على مستوى تضخم متدني ومستقر في الإقتصاد البريطاني ويستهدف مستوى 2%.
في التعليق على البيانات، قال رئيس قسم التضخم لدى ONS، مايك هاردي: "التراجع في التضخم يعود بشكل أساسي إلى تراجع أسعار الغاز والكهرباء والبنزين، وعوض ذلك بشكل جزئي الإرتفاع في أسعار تذاكر العبارة وتراجع أسعار التذاكر بشكل أبطئ من نفس الوقت في العام الماضي". وصرح ONS بأن أسعار البنزين تراجعت بنسبة 2.1% في فترة القياس بسبب تراجع أسعار النفط الخام. كما كان هناك تراجعات في أسعار الفنادق والمطاعم وملابس الأطفال والنساء.
تتمتع الأجور حالياً بإرتفاع بنسبة 3.3% وبالتالي فإن العائلات العاملة سوف تشهد زيادة الدخل القابل للإنفاق بسبب الفرق بين زيادة الاجور والزيادة في التضخم، من الناحية النظرية على الأقل.
يعتقد بعض المحللين أن بريكست بدون صفقة سوف يدفع بنك إنجلترا المركزي لرفع معدلات الفائدة في محاولة لتحفيز الإقتصاد. يعتقد البقية بأن البنك قد يجبر على زيادة تكاليف الإقتراض بشكل كبير من أجل حماية قيمة الجنيه من التراجع الحاد. هذا السيناريو قد يكون ضرورياً حيث أنه على الرغم من أن قيمة الجنيه ليست لها تأثير يمكن تقديره على المدخرات والإستثمار بالنسبة للناس في المملكة المتحدة، فإن المواد الخام والواردات التي تشترى بالدولار الأمريكي واليورو من الممكن أن تصبح أكثر كلفة عندما يتراجع الجنيه (كما هو متوقع). بالمقابل، هذه التكاليف سوف تمرر نحو المستهلك، وتدفع بالتضخم. العلاج التقليدي للتضخم المرتفع هو زيادة معدلات الفائدة من البنك المركزي بالطبع.