مع عودة الأسواق العالمية تدريجياً إلى العمل مع العام الجديد 2019، يكون هذا هو الوقت التقليدي لنرى كيف كان أدائها خلال الأشهر الـ12 الماضية. الجواب القصير هو "سيئ". بالفعل، كان عام 2018 هو أسوء عام من حيث الأداء بالنسبة لأسواق الأسهم منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
المحركات الرئيسية وراء الأداء السوقي السيء للعام الماضي كانت الجروح الذاتية الناتجة عن بريكست في المملكة المتحدة وحرب ترامب التجارية مع دول أخرى، وبالأخص مع الصين. هذين الحدثين تسبباً بعطل أوسع من اقتصاديات الدول المرتبطة بسبب روابط الإقتصاد العالمي. كلا الحدثين كانا موجهين للجمهور المحلي (البريطاني والأمريكي) ولكنها إصلاحات قصيرة الأجل لا يمكنها التعامل مع المشاكل الأساسية الكامنة مع الحرمان الإجتماعي والإقتصادي في قلب النظام. كلا الأمرين كان سيتم التعامل معهما بشكل أفضل من خلال إصلاحات محلية هامة على المستوى المحلي والتي كان من الممكن أن تدعم في نفس الوقت إنشاء الثروات والعدالة الإجتماعية، ولكن تلك أطروحة سياسية أخرى! يتعامل هذا المقال مع تأثير هذه العوامل على الإقتصاد العالمي كما هو ظاهر في الأسواق العالمية الرئيسية.
حدثي بريكست والحرب التجارية ساهما نوعاً ما في إبطائ الإقتصاد العالمي، والذي هو بحد ذاته ادى إلى ميول سلبية للمستثمرين. هذا الأمر انعكس على تراجع مؤشر FTSE-100 بنسبة 12% إلى 6728 نقطة. الخسائر في مؤشر دو جونز الصناعي كانت خافتة، ولكنه خسر 5.6% من قيمته، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.9% ومؤشر S&P500 بنسبة 6.2%. التراجعات الأمريكية يجب أن تؤخذ مقابل خفض الضرائب الذي قدمه ترامب بقيمة 1.5 تريليون دولار والذي طبق نهاية 2017 وكان يهدف لدعم الإقتصاد الأمريكي.
تراجع مؤشر هانج سينج في هونج كونج بحوالي 14% عام 2018، في حين تعرض مؤشر Nikkei الياباني لخسارة حوالي 15%. هذه الخسائر تبدو متواضعة أمام تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 25%.
سوف تشهد إيطاليا عام 2019 تغير طفيف في ميول المستثمرين بما أن القوة المحركة ما تزال كما هي، ولكن كلاً من بريكست والحرب التجارية قد أن يؤديا إلى نتائج جيدة وسريعة والتي سوف تشهد اتخاذ الأسواق موقف تصاعدي أكثر.