تمر الحكومة الأمريكية بإغلاق جزئي منذ الشهر الماضي بسبب عدم قدرة صناع القرار على تمرير الموازنة التي تحتوي على عناصر مثيرة للجدل بشأن تمويل الجدار الموعود من قبل الرئيس ترامب بين الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية، المكسيك (يبدو بأن وعده الإنتخابي بأن المكسيك سوف تدفع تكاليف هذا الجدار قد نسي بشكل مناسب). الجدار، الذي يعد رمزياً بقدر ما هو مادي، يهدف إلى تأمين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ضد الغارات الغير قانونية من المهاجرين الإقتصاديين الغير قانونيين الذين يسعون للعمل والحياة الأفضل في الولايات المتحدة. وهو موضوع مسبب للكثير من الإنشقاق.
نتيجة للإنتخابات الفصلية الأخيرة، فقد الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ، ولكنهم استعادوا السيطرة على الكونغريس. مع بداية عمل صناع القرار الجدد، فإن تمرير الموازنة يعود إلى الكونغريس (الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الآن). الموازنة الحالية، التي يعترض عليها الديمقراطيون، تخصص 5 مليارات دولار لإنشاء الجدار الحدودي. من المفترض أن يستأنف الرئيس ترامب محادثاته مع قادة كلا الحزبين بشأن الموازنة في وقت لاحق اليوم (الجمعة).
الكونغريس الجديد مرر تصويت لإنهاء الإغلاق الحكومي من خلال تمرير الموازنة، ولكن بما أنه يستثني تمويل الجدار، من المحتمل أن يعترض عليه الرئيس ترامب قبل أن يمرر إلى مجلس الشيوخ (الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الآن). في الحالة الغير متوقعة أن يتم تمريره، فإن التمويل سوف يكون متوفر لتشغيل العديد من الوكالات الفدرالية حتى شهر سبتمبر والأمن القوي حتى الشهر القادم.
الإغلاق الحكومي الجزئي للحكومة هو الرابع في التاريخ وهو بالفعل أطولها والأول الذي يسد الفجوة بين الكونغرسين المختلفين. نتيجة لذلك، فإن حوالي 25% من الحكومة الفدرالية غير ممولة. أثر هذا الأمر بتسع دوائر، بما في ذلك الزراعة والتجارة والخزينة والداخلية والعدل والأمن القوي. وقد شهد توقف قرابة 80000 موظف فدرالي عن العمل، وذهابهم في أجازة بدون راتب أو العمل بدون راتب. بعض المتنزهات الوطنية تعمل بدون السلامة التي يوفرها موظفوها، ويتم حرمان القبائل الأمريكية الأصلية من التمويل الفيدرالي الذي يحق لهم الحصول عليه ويعتمدون عليه بشدة.
ووصفت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب القادمة، مشروع الجدار بأنه "فجور" ، لذا يبدو أن الخلاف قد يستمر لفترة طويلة الآن.