على الأرجح، إن المخلوق الأكثر توتراً على كوكب الأرض هو المستثمر. فالمستثمرون يخافون بسهولة، ومعظمهم لديهم عقلية القطيع، لكن معرفة ذلك يمكن أن تعطي المستثمرين الحذرين ميزة، حيث يلتقطون الأسهم التي انخفضت أسعارها إلى ما وراء دواعي العوامل الاقتصادية.
قد شوهد أحدث مثال على هذه الحقيقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وآسيا في الـ24 ساعة الماضية. وقد تم القضاء على المكاسب التي شوهدت خلال السنة حتى الآن بالنسبة لمؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب في الإضطرابات الحالية: فقد مؤشر داو جونز 2.4% ليقف عند 24583 وتراجع مؤشر ناسداك 4.4٪ ليصل إلى 7108.4 نقطة - بدأوا السنة في 25296 و7136.6 على التوالي. كان الانخفاض الذي شهده مؤشر ناسداك أسوأ انخفاض له في يوم واحد منذ عام 2011. فقد انخفض بنسبة 10% من قيمته منذ سبتمبر الماضي والإضطرابات الأخيرة من التوتر بين المستثمرين.
وشهدت أسهم شركات التكنولوجيا مثل Amazon، وFacebook، وNetflix، وAlphabet (شركة Google القابضة) انخفاضًا بمقدار 5.9 و5.4 و9.4 و4.8% يوم أمس. وكانت الأسهم قد صمدت بشكل جيد نسبيا في السابق عندما تفاعل المستثمرون مع المخاوف بشأن الحروب التجارية الأمريكية.
عندما تهدأ الأوضاع، يتوقع المحللون أن يكون مؤشر داو جونز قد شهد أكبر انكماش شهري له منذ مايو 2010.
شهد الانخفاض في آسيا تراجع مؤشر نيكاي225 بنسبة 3%. ومع ذلك، في بداية التداول الأوروبي، كانت جميع أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية في المنطقة السوداء.
إن خلفية الهبوط الأوسع نابعة من سلة من المخاوف بما في ذلك: آثار حرب ترامب التجارة، الانخفاض (الطفيف) في معدل النمو الصيني، ضعف مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة (معدل هو الأبطئ منذ سنتين)، والتوترات مع المملكة العربية السعودية على مقتل جمال خاشقجي في سفارتهم في تركيا، ومخاوف بريكسيت، وقلق الميزانية الإيطالية، وربما حقيقة أن القمر مكتمل ...