لا شك بأن رفع أسواق المال للجنيه الإسترليني في أعقاب تعليقات ميشيل بارنييه هي علامة على اليأس. بارنييه صرح قائلًا بأنه من الممكن تحقيق صفقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بحلول الموعد النهائي (الجديد) في نوفمبر. وتؤكد حقيقة أن المداولات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في مأزق من حقيقة أن الموعد الصارم للتوصل إلى اتفاق تم دفعه من أكتوبر إلى نوفمبر، في المقام الأول.
اقترح بارنييه أنه قد يكون من الممكن (كلمة ضخمة) التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع الثمانية المتبقية "إذا كنا واقعيين ...". لا أحد يتهم الجانب الأوروبي بأنه غير واقعي، ولذلك وبدلاً من كلمات التشجيع، يمكن اعتبار التعليق بمثابة توبيخ لموقف المملكة المتحدة التفاوضي. وفي حديثه إلى منتدى الأعمال في سلوفينيا، قال السيد بارنييه: "أعتقد أنه إذا كنا واقعيين فقد نتمكن من التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من هذه المفاوضات في غضون ستة أو ثمانية أسابيع".
على أي حال، تفاعلت الأسواق مع هذه التصريحات ودفعت الجنيه الإسترليني للارتفاع بنسبة 1% مقابل الدولار الأمريكي، ولكنه ارتد وأغلق عند مستوى 1.3042$ - حاليًا يتم تداول الجنيه الإسترليني عند مستوى 1.3051 $ (يوم الثلاثاء). كما ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% بعد صدور الأخبار واستمر في الارتفاع في التعاملات المبكرة يوم الثلاثاء. في الوقت الحالي، يتم تداول اليورو فوق مستوى 1.16$ عند 1.1634$.
لا شك أن هناك رغبة من جانب الاتحاد الأوروبي في تأمين علاقات تجارية جيدة مع المملكة المتحدة، ثاني/ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، عندما تغادر (إذا)، ولكن هذا لن يكون بأي ثمن. بغض النظر عن رغبات حكومة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن أي صفقة يجب أن تكون مقبولة لدى حزب المحافظين الحاكم (في المقام الأول) والحصول على أغلبية في البرلمان. من غير المؤكد أن هذا سيكون هو الحال حيث أن فصيل ERG من حزب المحافظين في أوروبا يعارض بشدة "اتفاق التشيكرز". وهم يهددون بالتمرد على مثل هذه الصفقة مع 80 من أعضاء البرلمان من المفترض أنهم مستعدون للتصويت ضد حكومتهم.
لن يتسامح الاتحاد الأوروبي مع أي اتفاق يتعارض مع الحريات الأربع (حرية حركة السلع والخدمات ورأس المال والأفراد) التي يقوم عليها الاتحاد. إذا تركت المملكة المتحدة الكتلة، فلن تكون قادرة على "اختيار" أجزاء عضوية الاتحاد الأوروبي التي تحبها ورفض الأجزاء التي تعتقد أنها أقل فائدة. كما يدعم الاتحاد الأوروبي الحكومة الأيرلندية في طلبها بأن يمنع أي اتفاق بريكست إعادة إنشاء الحدود الصلبة في جزيرة أيرلندا. قد يكون أي شيء ممكنًا، ولكن هذا لا يزيد من احتمال حدوثه.