نحن نعيش في اقتصاد عالمي. ومثال واضح على ذلك هو أن 80% من السيارات المصنعة في المملكة المتحدة مخصصة لسوق التصدير وتحتوي على مكونات مصدرها أوروبا. إذا فقدت إمكانية الوصول إلى السوق الموحدة (وليس هناك سوق منفرد "للسلع" فقط على الرغم من أن حكومة المملكة المتحدة تأمل في موافقة الاتحاد الأوروبي على ذلك)، فإن جدوى إنتاج السيارات في المملكة المتحدة موضع شكٍ كبير. تستخدم الصناعة مفهوم "في الوقت المناسب" لتسليم قطع الغيار بحيث لا تحتفظ المصانع إلا بأجزاء كافية لاحتياجات الإنتاج الحالية. إذا كان يجب التحقق من المكونات من حيث مصدر المنشأ والتفتيش في المنافذ، فإن هذا المفهوم سوف يفشل.
كانت صناعة السيارات في المملكة المتحدة قد مرت بفترة عصيبة في شهر يونيو. في حين ارتفعت الصادرات بنسبة 6%، شهدت السوق المحلية تراجعاً في الإنتاج للسوق المحلي بنسبة 47% (كان رقم الصادرات في يونيو أقرب إلى 90% من الإنتاج). وصفت جمعية مصنعي السيارات والتجار (SMMT) يونيو بأنه شهر "عاصفة كاملة" من العوامل التي أدت إلى انخفاض الطلب في الداخل. يتم توجيه 53% من إنتاج السيارات في المملكة المتحدة لسوق الاتحاد الأوروبي. ذكرت SMMT أن عدم الوضوح حول بريكسيت يعني أنه كان من الصعب جدا التحضير لرحيل المملكة المتحدة في نهاية مارس المقبل.
ومن المفارقات أن سوق السيارات في المملكة المتحدة يُخدم بشكل كبير عن طريق الاستيراد، حيث تأتي بنسبة 86% من الخارج و69% من ذلك يأتي من الاتحاد الأوروبي.
قال مايك هاويس من SMMT: "لا أحد يمكن أن يدعي أن يكون جاهزًا لـبريكسيت نظرًا لوجود عدد كبير جدًا من المتغيرات. نحن بحاجة إلى اتفاق. إذا لم تكن لدينا صفقة، فليس هناك انتقال، ولا توجد فترة للتنفيذ، وهو الأمر الذي سيبدأ بعد أقل من ثمانية أشهر. يمكنك العمل على القواعد التجارية لمنظمة التجارة العالمية ولكن سيكون ذلك بتكلفة وأعباء إضافية كبيرة مما نتمتع به حاليًا. "
توظف صناعة السيارات في المملكة المتحدة 186000 شخصًا بشكل مباشر مع العديد من الوظائف الأخرى التي تعتمد على الأنشطة الثانوية. أشارت "جاغوار لاند روفر" مؤخرا أنها قد تضطر إلى الانسحاب من المملكة المتحدة بالكامل إذا كان هناك "عدم وجود صفقة" بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.