إذا تخيل دونالد ترامب حقيقة أن الولايات المتحدة ستحقق نصر سهل وسريع في حرب تجارية (مع الجميع كما يبدو) فهو على وشك أن يحصل على صدمة بالحقيقة. صفقات التجارة الدولية ومنظمة التجارة العالمية متعددة الجنسيات (أو سابقتها منظمة GATT- الإتفاقية العامة للتجارة والتعريفات) هي علاقات معقدة والتي غالباً تحتاج سنوات لكي تكتمل (ملاحظة لداعمي بريكسيت). تحتاج هذه الإتفاقيات إلى تقريباً إلى نصوص قانونية مفصلة، والأخذ بالإعتبار الحواجز الخالية من التعريفات وحماية بعض المصالح الراسخة في البلد الأم. يبدو أن مقولة ترامب هي أنه على الرغم من كون الولايات المتحدة هي الإقتصاد الأكبر في العالم وأن لها مقاعد هامة في جميع الإتفاقيات التي للولايات المتحدة مصلحة فيها، فإن الرؤساء السابقين ومستشاريهم والبيروقراطيين قاموا، لنضعها بشكل مؤدب، ببيع الولايات المتحدة. الآن، يتعامل العالم كله بشكل غير عادل مع الولايات المتحدة، والتي، من وجهة نظر الرئيس، واضح من خلال الإختلالات التجارية (في البضائع) التي لدى الولايات المتحدة مع العديد من الدول الأخرى.
لدى الدول الأخرى وجهة نظر أخرى مختلفة عن وجهة النظر الرئيس الأمريكي وقاموا بإحالة الولايات المتحدة إلى محاكم تجارية أو إلى منظمة التجارة الدولية (التي تعد ملزمة قانونياً) أو ردوا على الولايات المتحدة من خلال فرض رسوم – أو كلا الإمرين.
أحد القطاعات المستهدفة من قبل الدول رالأخرى كان قطاع الزراعة الأمريكي. أعلنت الولايات المتحدة أن هناك 12 مليار دولار على شكل منح للمزارعين من أجل مساعدتهم مع المحاصيل الغير مباعة بالإضافة إلى الأمور الأخرى.
تأمل الولايات المتحدة أن تقوم بإقناع الدول الأخرى لكي "تزيل الحواجز التجارية" والسماح بالتجارة الحرة، ولكن هناك سوء فهم للوضع. على سبيل المثال، يمنع قانون الإتحاد الأوروبي استيراد اللحم الأمريكي لأن الهرمونات تستخدم في زيادة النمو، والدواجن لأن الدجاج المذبوح يغسل بمحاليل التبييض (دجاج معرض للكلورين) - للاتحاد الأوروبي، هذه المواضيع ليست مرتبطة بالتجارة الحرة، ولكنها مرتبطة بالحواجز الخالية من التعريفات المرتبطة بالمعايير الصحية، وبالتالي، لن يوافق الإتحاد الأوروبي على مثل هذه المطالب حيث أنهم يريدون حماية صحة مواطنيهم وغير مقتنعين بأن المعايير الأمريكية مقبولة.
يتم تصدير قرابة خمس الإنتاج الزراعي الأمريكي. تراجع سعر الصويا، التي تعد أهم الصادرات للصين، بنسبة 15% منذ بداية المشاكل في أبريل عندما أعلنت الصين عن ردها على الرسوم الجمركية المفروضة على الحديد والألومينيوم.
هناك الكثير من النقاد في الولايات المتحدة تجاه إجراءات الرئيس وحتى من بين حزبه: "سمعت بشكل متكرر من المزارعين أنهم يريدون التجارة وليس المساعدة. بدلاً من إلقاء المال على المشكلة التي ساعدنا في خلقها، فإن الخيار الأفضل هو التصرف لجعل الوضع أسهل بالنسبة لمزارعينا – وصناعنا- لكي يقوموا ببيع البضائع عند سعر مناسب للمستهلكين حول العالم"وفقاً لما قاله السيناتور رون جونسون، الجمهوري من ولاية ويسكونسون.