المخاوف بشأن تداعيات الإنسحاب المحتمل لدونالد ترامب من الإتفاقية النووية الإيرانية والتي (من بين أمور أخرى) شهدت رفع العقوبات الدولية عن إيران وعودتا إلى أسواق المورديين للنفط الخام، كانت مسؤولة عن ارتفاع أسعار النفط إلى أقوى مستوياتها خلال 3 سنوات. القلق هو أنه في حال غادرت الولايات المتحدة من هذه الإتفاقية، فإن إيران سوف تكون مرة أخرى عرضة للعقوبات وأن توريد النفط العالمي سوف يكون مقيداً. هذا التحليل غير مؤكد، حيث أن حلفاء الولايات المتحدة يحاولون إقناع الولايات المتحدة بالإستمرار بهذه الإتفاقية، ومن غير المحتمل أن يسلكوا مسار الولايات المتحدة في المغادرة من دون دليل على أن إيران لم تحترم هذه الإتفاقية. في هذه الحالة، فإن الولايات المتحدة سوف تكون وحدها في إصدار أي عقوبات مستقبلية ضد إيران على هذا الأساس. ولكن، الأسواق لم تكن يوماً منطقية. يتداول خام برنت المعياري فوق المستوى 75$ للبرميل بقليل قبل أن يتراجع.
من حيث السياق، فإن السعر الحالي يعتبر متواضع جداً. في يوليو 2008، وصل خام برنت إلى 145.61$ للبرميل، وهو أعلى سعر له. أدنى سعر لخام برنت كان عند 2.23$ في ماي 1970، قبل أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير بسبب أزمة النفط. الإنهيار في أسعار النفط والذي بدأ في صيف 2014 شهد تراجعه من مستوى فوق 110$ إلى انخفاض 34$ في يناير 2016. العوامل وراء هذا التراجع تضمنت تخمة توريد النفط والتي كانت نتيجة تراجع الطلب العالمي بعد الأزمة المالية العالمية، وبدأ هل يؤثر ترامب على سعر النفط؟
إصدار الصخر الزيتي الأمريكي والتوترات في أسواق الأسهم.
اتجه دونالد ترامب الآن لوسائل التواصل الإجتماعي في شكواه بأن أسعار النفط مرتفعة بشكل اصطناعي، وبأن منظمة أوبك هي السبب في ذلك. وهو مصيب في ذلك حيث المدى الذي دفع أوبك وغيرها من الدول المصدرة للنفط، وافقت على تقليل الإنتاج لدعم أسعار النفط في 2017، الإتفاقية التي سوف تنتهي نهاية 2018 إلا إن تم تمديدها. قال ترامب في تغريدته على تويتر:
"يبدو بأن منظمة أوبك تقوم بالأمر نفسه مرة أخرى. مع مستويات قياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة في البحر، فإن أسعار النفط مرتفعة جداً بشكل مصطنع! هذا أمر غير جيد ولن يكون مقبولاً!".
كان تدخل الرئيس كافياً لخفض أسعار برنت من ارتفاعاتها القياسية بنسبة 1%. وينظر إلى ذلك على أنه الحلقة الأخيرة من الميول القتالية لترامب تجاه التجارة العالمية.