فكرة أن أوروبا قد تعاني مع ضربة اقتصادية جدية خلال الإنكماش تعمل على شكل كابح للإنفاق بين المستهلكين، حيث أنهم يقومون بتأجيل المشتريات للإستفادة من الأسعار الأدنى مستقبلاً، وهو ما أثر على نمو ديون البطاقات الإئتمانية في المملكة المتحدة والذي وصل إلى أعلى مستوى له خلال 12 عام. فكرة ان هذا بسبب تفاخر الإنفاق الإستهلاكي ليست دقيقة بالكامل حيث أن الأدلة تشير إلى أن بالنسبة لبعض العائلات، فإن استخدام البطاقة الإئتمانية هي الطريقة الوحيدة لسد الثغرة بين الإنفاق الممكن والمشتريات الضرورية، بالنسبة للبعض الأخرى، فهي بطاقة للدخول أكثر في نمط حياة "أريده الآن".
لحق نمو ديون البطاقات الإئتمانية في المملكة المتحدة بالمستوى الذي شهدناه قبل الأزمة المالية العالمية. على عكس العديد من البطاقات الإئتمانية الأوروبية، فإن الرصيد القائم للبطاقات الإئتمانية في المملكة المتحدة ليس بحاجة إلى الدفع نهاية كل شهر، وبالتالي فهو يمثل آلية للإقتراض الغير آمن. يتيح النظام في المملكة المتحدة دفع إجمالي المبلغ المستحق بالطبع، ولكنه يتيح كذلك للمقترضين دفع أي مبلغ فوق الحد الأدنى الشهري المطلوب، ما يؤدي إلى زيادة الدين إلى الحد الأقصى المسموح به من قبل الدائن.
وفقاً للمالية البريطانية، فإن النمو السنوي في ديون البطاقات الإئتمانية القائمة ارتفع في فبراير بنسبة 8.3%، في أكبر ارتفاع خلال 12 عام. من المفهوم أن نمو التوسع في دين البطاقة الإئتمانية يتنامى أسعر من الأشكال الإئتمانية الأخرى كالقروض الشخصية أو السحب على المكشوف، حيث أن هذه الأنواع (عادة) ما تحتاج إلى موافقة البنك. في فبراير كان هناك 220 مليون معاملة بطاقة إئتمانية في المملكة المتحدة، ما يظهر شعبية البطاقات كطريقة للدفع. هذا الرقم يشكل زيادة بنسبة 3.3% عن شهر فبراير 2017.
بشكل عادي، تقوم شركة البطاقة الإئتمنية بفرض رسوم سنوية على المتعاملين بالإضافة إلى رسوم للبائعين الذين يقبلون البطاقات كطريقة للدفع (وهو مايضمنونه). ولكن، معدلات الفائدة المفروضة حالياً على البطاقات الإئتمانية هي حوالي 23%، يتراوح الرقم بين مقرض إلى آخر، بالإضافة إلى ما هو مقدم من قبله. يقارن هذا بشكل سيئ مع القروض الشخصية من البنوك والتي تضع فوائد تتراوح بين 2.8% و 7.4%، عادة بحسب المبلغ المقترض وفترة السداد والبنك المقرض. ولكن، الإقتراض من البنك يحتاج إلى موافقة، في حين أنك عندما تحصل على البطاقة الإئتمانية، فإن ذلك الشكل من الإقتراض يمكن أن يمتد من دون أي تصريح وصولاً إلى حد البطاقة الإئتمانية: يجب الإنتباه!