أهم نقاط المقالة:
- حديث خليفة يلين مشابه جدا للأخيرة بما يتعلق بمسلك معدلات الفائدة وتخفيض الميزانية العمومية.
- تطرقه لسوق العمل في إحدى إجاباته مقابل مجلس الشيوخ الأمريكي لافت للنظر.
- الدوت بلوت هو الأهم عند اجتماع اللجنة المقبل.
قام باول البارحة بإدلاء شهادته مقابل مجلس الشيوخ الامريكي الساعة 17:45 بتوقيت السعودية حول السياسة النقدية في الولايات المتحدة. في الحقيقة، عن النظر على جل الحديث يمكن مشاهدة التوجه الإجمالي المشابه لجانت يلين عند حديثه عن مسلك معدلات الفائدة وتخفيض الميزانية العمومية للبنك الفدرالي. يذكر ايضا انه لم يغير توقعات الأسواق حول إمكانية رفع الفائدة خلال الاجتماع المقبل حيث بات رفع الفائدة في الولايات المتحدة شبه حتمي.
يبقى حديثه عن سوق العمل من الاهم خلال خطابه البارحه لتوقع السياسة النقدية العام المقبل. عند تعقب اجابته عن سوق العمل الأمريكي، فقد صرح باول أنه ما زال هناك مجال لازدياد قوة سوق العمل الأمريكي وبلوغ معدل البطالة ما دون مستوى الاربعه بالمئة. في الحقيقة، يبدو ان باول يدرك هذا الأمر من خلال النظر على نمو الأجور الامريكي الذي يعتبر أداة مكملة من اجل توقع الامكانيات القصوى لسوق العمل في الاقتصاد الكلي والتي لطالما لم تكن محددة بشكل كمي في الأدب الاقتصادي. عند الحديث عن سوق العمل ومعدل التضخم، لا بد من ذكر منحنى فيليبس والذي يشير إلى علاقة عكسية بين معدل البطالة والتضخم. فعند تراجع معدل البطالة، قد يلعب هذا دورا أساسيا في رفع معدل البطالة والعكس صحيح. حالياٌ الكل يراقب معدل التضخم الأمريكي وتحقق النظرية الاقتصادية المذكورة أعلاه.
عند أخذ الحديث عن سوق العمل الأمريكي بعين الاعتبار، يبدو أن حديث باول قد يكون أقل تفاؤلا حتى من جانيت يلين. باعتباره قام بذكر مستويات بطالة ما دون الأربعة بالمئة والهامش المتبقى لتراجع معدل البطالة من المعدلات الحالية، اضف الى ذلك إعتماده على البيانات الاقتصادية "القاسية" قد تساعد في فهم تفسير وجهة نظره عند إجابته على الأسئلة التي تم طرحها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ. حاليا وكما تسير الأمور، يبدو ان بيان الدوت بلوت سيكون أهم مركب عند الاعلان عن السياسة النقدية المستقبلية وقت الاجتماع المقبل والمقرر يوم الثاني والثالث عشر من ديسمبر.
اجمالاٌ، عند النظر على مؤشر التضخم الأساسي في الولايات المتحدة من المهم ذكر نمو الاجور كعامل مهم في دفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، اضف الى ذلك تقلبات الدولار الأمريكي خلال هذا العام. حقيقة تراجع الدولار الأمريكي منذ طليعة هذا العام من الممكن أن تساعد في تقدم التضخم العام المقبل وفق النظرية الاقتصادية ولو بالقليل. حاليا، يتم تداول زوج اليورو والدولار الأمريكي عند مستوى 1.183 وقت كتابة هذه السطور. قمنا بالتطرق الى تحركات الزوج قبل أيام من خلال هذه المقالة.