بريكزيدوس- حركة للمصرفيين (مع اعتذارنا للراحل بوب مارلي) بدأت بتجميع قواها مع قيام البنوك في المملكة المتحدة بخطوات لضمان مستقبل أنشطتها التجارية مع الإتحاد الأوروبي بعد بريكسيت. الجانب الرئيسي للأنشطة التجارية الأوروبية هي التسهيلات للبنك الموجود في أحد مواقع الإتحاد الأوروبي لممارسة الأعمال في الدول الـ 28 (حالياً) في المنطقة وكأنه موجود في هذه الدول. يعرف هذا التسهيل بالتمرير (passporting) وهو السبب الذي دفع بالعديد من البنوك العالمية لفتح مقرات لها في لندن، حيث أنه يمكنها من العمل في كامل الإتحاد الأوروبي. عندما تغادر المملكة المتحدة الإتحاد الأوروبي بتاخري 29 مارس 2019، فإن هذه التسهيلات على الأغلب أن تنتهي.
كما اختارت البنوك الأجنبية الغير أوروبية بتجهيز وجود كافي لكي تكون مؤهلة لإستخدام التمرير، فإنها والمؤسسات المالية المحلية تسعى بشكل حثيث للحصول على مواقع في دول أوروبية أخرى لضمان أنها سوف تكون قادرة على الإستمرار بالإستفادة من التمرير عندما تخسره البنوك الموجودة في بريطانيا. من المحتم أن يعني هذا الأمر تراجع العمليات البريطانية مع خسارة ناتجة للوظائف والعوائد الضريبية البريطانية.
الطلب الأخير من السيدة/ماي لفترة إنتقالية إضافية لمدة عامين بعد أن تغادر المملكة المتحدة الإتحاد الأوروبي (أي تمديد للعضوية) لن يؤثر كثيراً تجاه إيقاف التدفق. قد ترغب الحكومة البريطانية بالحصول على علاقة "عميقة وخاصة" مع الإتحاد الأوروبي بعد المغادرة وقد تسعى لنسخ الميزات المصاحبة للعضوية في السوق الموحدة والإتحاد الجمركي، ولكن هذه الرغبات لم تعد متاحة بعد الخروج ومن الممكن أن ترفض من قبل أي عضو آخر من الدول الأعضاء، أو من البرلمان الأوروبي أو حتى من بعض الحكومات الإقليمية. المؤسسات المالية الحكيمة لا يعرف عنها حبها المقامرة بأموالها (أموالك أمر آخر بالطبع).
يقال بأن منح المكتب الأوروبي خارجي الجديد للأذونات اللازمة للعمل كشركة تابعة مرخصة بالكامل في الإتحاد الأوروبي، يحتاج إلى 18 شهر، وبالتالي فإن روابط بريكزيدوس سوف تصبح أقوى. أصبح Bank of America هو آخر البنوك التي انضمت إلى بريكزيدوس ويقوم بتأسيس مقر له في باريس والذي على الأرجح أن يحتاج إلى نقل 300 موظف من لندن.
بما أن المفاوضات البريطانية الأوروبية بشأن بريكسيت ما تزال لم تحدد الأمور الأساسية بشأن حقوق المواطنين و تسويت الإنفصال والسؤال الصعب المتعلق بالحدود البريطانية الإيرلندية والتي تعد خطوة ضرورية قبل مناقشة اتفاقية تجارية ما بعد بركسيت، فإن الماليين لن يعجبوا بالتفائل الغير عقلاني لديفيد دافيس و بوريس جونسون وليام فوكس وثيريزا ماي – الأشخاص البراغماتيين.