الدولار النيوزيلندي يتراجع بصورة حادة مقابل الدولار الأمريكي نتيجة لتكليف حزب العمل بتشكيل إئتلاف حكومي جديد في نيوزيلندا.
تراجع الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي خلال الدورة الاسيوية بصورة حادة بعدما صرحت بيترز أن حزب نيوزيلندا أولاً ( New Zealand First) سيقوم بدعم حزب العمل وتكليفه بتشكيل الإئتلاف. هذا وقد جاء القرار المفاجئ بعد 26 يوم من نتائج الانتخابات النيوزيلندية.
يذكر أن نتائج الإنتخابات الأخيرة أشارت إلى تقدم الحزب القومي واكتساب ما يقارب الـ 44 بالمئة من إجمالي الأصوات، وقد حقق حزب العمل النيوزيلندي ما يقارب الـ 37 بالمئة. في الحقيقة ومنذ صدور النتائج في 23 سبتمبر، تزايدت الضغوطات على الدولار النيوزيلندي في ظل حالة الريبة السياسية السائدة في نيوزيلندا، وقد رأت الأسواق أن تشكيل الإئتلاف لن يكون أمراً سهلاً بين الأحزاب.
في الحقيقة، يلعب إختلاف التطلعات الإقتصادية بين الأحزاب النيوزيلندية دوراُ كبيراُ عن النظر على الأسواق. يذكر أن بيترز ( زعيمة حزب نيوزيلندا اولاً) كانت صارمة جدا في حملتها الانتخابية وقد تحدثت كثيراً عن قوة سعر صرف الدولار النيوزيلندي ورغبتها في مشاهدته دون المستويات الحالية، ناهيك عن تعليقها على فعالية السياسة النقدية المتبعه من قبل البنك الإحتياطي النيوزلندي، هذا الأمر بث المخاوف التي سيطرت على متداولي الكيوي خلال الدورة الآسيوية اليوم. لا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل الفلسفة الاقتصادية لحزب العمل والتي تترأسها ارديرن قد تكون محط الأنظار وبالأخص عند الحديث عن رغبتها بمعالجة الهجرة، وضع تقييدات على الأجانب من شراء العقار في نيوزلندا والحديث عن فشل الإصلاحات لسوق أكثر حرية وُضعت على يد الحزب القومي في السابق.
يبدو لي أن الأسواق تعطي التقلبات السياسية اهمية أكثر من المعطيات الإقتصادية الأخيرة هذه الفترة ( انظر على طباعة معدل التضخم الايجابية الأخيرة على سبيل المثال)، هذا الأمر قد يكون مقلقلاً للقوى الشرائية عند الحديث عن زوج الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي على المدى القريب نتيجة لعدم ركود الزوج حالياً. عند النظر مستقبلاً، يبدو أن معطيات سوق العمل النيوزلندي في الـ 25 ستكون أول خبر اقتصادي مهم قد يلعب ( أو لا) كطوق النجاه لهذه التقلبات القوية.
على الصعيد الفني والمنظور متوسط المدى، يقترب زوج الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي إلى منطقة فنية مهمة جداً بالنسبة لي. في وقت كتابة هذه المقالة، يتم تداول الزوج عند مستوى 0.7028. في الحقيقة، إقتراب الزوج من المستوى السيكلوجي 0.7000 والذي يتوافق مع تصحيح فيبوناتشي 78.6 بالمئة للصعود المتكون من قاع شهر مايو وقمة شهر أغسطس، ايضا خط الترند السفلي سيكون تحت مراقبة الأسواق. في حال إستحواذ الزوج فوق خط الترند السفلي والمستوى السيكلوجي 0.7000، قد نرى رجوع القوى الشرائية لكبح هذا التراجع الحاد. بناء على هذا، لا اريد بناء مراكز الشراء الا في حال التأكد من قدرة خط الترند على استحواذ الزوج. اما في حال كسر الزوج لخط الترند المذكور، قد نرى سيطرة القوى البيعية على زوج الكيوي والأخضر الأمريكي وقد لا يكون إمتساك مراكز الشراء أمر محبذ به، تحقق هذا الأمر من الممكن أن يفتح المجال لمستويات منخفضة عن التي نراها حالياً.