من المقرر أن يجتمع البنك الاوروبي يوم الخميس القادم من اجل إتخاذ قرار الفائدة وبرنامج التيسير الكمي الذي وضعه ماريو دراغي ورفاقة لغرض تحفيز الاقتصاد الاوروبي. لا شك بأن قرار البنك الأوروبي هو الأبرز على المفكرة الإقتصادية هذا الأسبوع، حيث تتطلع الأسواق إلى تصريحات رسمية خصيصاً عند الحديث عن تخفيف برنامج شراء السندات.
تشير اقوال غير رسمية إلى إمكانية قيام البنك المركزي الاوروبي ببداية تخفيف برنامج شراء الاصول المالية من 60 بليون يورو بوتيرة شهرية إلى ما يقارب الـ 30 بليون يورو من بداية عام 2018 ( المصدر: بلومبيرغ). في الحقيقه، اعتقد ان دراغي يريد تهيئة الاسواق والخروج من برنامج التيسير الكمي بصورة تدريجية، مع الحرص على نبرة متحفظة للحرص على عدم تفاقم قوة اليورو. في الحقيقة، عند النظر على يوم الـ 8 من ديسمبر من العام المنصرم، كانت تلك الفترة لحظة مهمة جداً لي من أجل توقع صيغة وميول دراغي عند الإعلان عن أي قرار جديد يوم الخميس. قام البنك آنذاك بتخفيف وتيرة الشراء من 80 بليون يورو إلى 60 بليون يورو شهرياً وفي نفس الوقت، تمديد فترة برنامج التيسير الكمي لعدة أشهر إضافية. فعلى المدى القصير، تراجع سعر صرف اليورو دولار وقد كان هذا القرار مفاجئاً لجمهور المستثمرين لتبدأ بعدها مرحلة جديدة تدريجية تعتبر من أهم الأحداث الأولية التي قلبت الموازين في الأسواق وقد كانت إشارة أولية لتعزيز المضاربة على اليورو.
في الحقيقة، سيلعب زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي دوراً مهماً في تفسير وجهة نظر الأسواق عند صدور قرار البنك الأوروبي وحديث دراغي ( إن كان هناك اي جديد). يدرك البنك الأوروبي العوارض المحتملة من إزدياد قوة العملة المشتركة على الإقتصاد الأوروبي ومن أبرزها النمو والتضخم الذي ارتفع منذ بداية نهاية عام 2016 وبداية عام 2017، لكن ما زال يعاني من خمول منذ ذلك الحين. قد تجري الاسواق بما لا يشتهيه دراغي لكن الأخير يدرك جيداً ما تريد سماعه الأسواق. وجهة نظري أن دراغي لا يريد خسارة ثقة الأسواق، لكن يبقى هدفه الأول هو تجنب ردة فعل لا تتماشى مع رغبته. لذلك، أي إفصاح ( إن كان) سيكون مرافق بمتغير آخر تختلف عليه الأسواق مثل طول فترة السياسة الجديدة والتأكيد على رغبته بمشاهدة بيانات اقتصادية مقنعه في المستقبل (مثل المعتاد) من أجل كبح سعر الزوج.
عند النظر على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي، يبقى السعر 1.1700 من المستويات المهمة التي أريد مراقبتها هذه الأيام. يبدو لي ان هذا المستوى يجب أن يكون محط أنظار متداولي الزوج وقد يكون مرشحاً للعب دور مفترق الطرق للزوج خلال الفترة المقبلة.