بعد الوعد الثابت بأن لا تكون هناك انتخابات قبل العام 2020 (كما هو مقرر من قبل قانون البرلمان بالفترات الثابتة) توجهت السيدة/ماي إلى الشعب طالبة تقوية التفويض بشأن خروج بريطانيا. وصلت المملكة المتحدة إلى نهاية فترة الإنتخابات المبكرة لعام 2017 والتصويت يجري الآن مع توقع ظهور النتائج الكاملة خلال 24 ساعة.
الحجة بأن التفويض المحلي القوي سوف يقوي موقف السيدة/ماي في مفاوضاتها مع الإتحاد الأوروبي بشأن الخروج، كانت حجة زائفة دائماً. سوف يكون على الإتحاد الأوروبي التعامل مع الشخص المسؤول عن الدولة بحكم الواقع، بغض النظر عن الحزب الذي يمثله أو تمثله وحجم أغلبيته البرلمانية: ذلك الشخص يمثل المملكة المتحدة في المفاوضات، ليس أكثر.
بالنسبة لإنتخابات أدعي بأنها تتعلق بخروج بريطانيا، لم يقل حزب المحافظين البريطاني ذو قيمة عن الموضوع خلال فترة الإنتخابات. كان هناك تحول من شعار "الصفقة السيئة أسوء من عدم وجود صفقة" من خلال إشارة الحكومة إلى أن الصفقة الجيدة لازمة لضمان مستقبل "خدمة الصحة الوطنية" ولكن الإدعاء أعيد مرة أخرى مع الإقتراب من نهاية الحملة الإنتخابية. في الوقت الذي تحدى فيه قادة أحزاب أخرى التوكيد بأن عدم التوصل إلى إتفاقية أفضل من الحصول على إتفاقية سيئة، فإن المبدأ على ما يبدو لم يرسخ عند الشعب.
اتجهت السيدة/ماي إلى الإنتخابات مع صدارة 20 نقطة على حزب العمال بحسب أغلبية استطلاعات الرأي. تظهر جميعها بأن هذا تقلص بشكل كبير خلال فترة الإنتخابات، حيث أن تقديرات النتائج تتراوح مابين برلمان معلق إلى أغلبية المحافظين بأكثر من 60 مقعد. عدد قليل من الناس يثقون بإستطلاعات الرأي هذه الأيام بعد الفشل في إعطاء نتائج صحيحة بشأن آخر انتخابات بريطانية أو موضوع خروج بريطانيا أو الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
مفاجئة الحملة البريطانية كانت أن الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد بقوة للإتحاد الأوروبي، شهد عدم وجود أي ميول تجاهه في الإنتخابات. كانت نتائج الحزب سيئة عام 2015، وكان هو الملام على حالات الفشل المتصور للإئتلا والذي كانوا يشكلون فيه حزب صغير، في حين أن الحزب الكبير، حزب المحافظين، عاد إلى السلطة بأغلبية مطلقة عند 12. على الرغم من هذا، فإن حزب الليبراليين الديمقراطي بقي واثقاً بأنه سوف يزيد من ممثليه في مجلس العموم- ربما يتضح بأ التصويت لهذا الحزب سوف يكون سر محرج لن يشاركه المصوتين مع استطلاعات الرأي. يمكن القول بأن انتخابات العام 2017 من الممكن أن تكون أهم انتخابات منذ عقود، حيث أن عملية خروج بريطانيا والتي سوف تنتج منها سوف تحدد شكل الإقتصاد البريطاني للأعوام القادمة.