العام 2016 كان عاماً عاطفياً مع قرارات غير متوقعة في المملكة المتحدة لمغادرة الإتحاد الأوروبي بعد الإستفتاء، وإنتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة. تم لوم هذه الأحداث جزئياً على عدم الرضا العام بين المصوتين بالنسبة للحكومات القائمة (على الرغم من أنه يجب أن نتذكر بأن السيد ترامب كان مرشح الحزب الجمهوري)، في منطق بأن ميزات العولمة والرأسمالية تتجاوز أغلبية الناس، تاركتهم في الوراء في وضع "بالكاد يلبي الإحتياجات الأساسية"، وفي خوف على وظائفهم ومستقبلهم، ويشعرون بإمكانية التخلص منهم مقارنة بمواطني الدول الأخرى القادمين بحثاً عن العمل في بلادهم.
يشهد هذا العام إنتخابات رئاسية في فرنسا وإنتخابات عامة في هولندا وألمانيا. في هذه الإنتخابات، فإن أحزاب اليمين التي تعارض البقاء في الإتحاد الأوروبي وتعارض تدفق المهاجرين (الأوروبيين) واللاجئين، هي البارزة. على خلفية موضوع خروج بريطانيا، فإن الفوز المفاجئ لليمين المتطرف من الممكن أن يؤذي المشروع الأوروبي بشكل خطير، وبالتالي فإن المخاطر عالية جداً.
يتجه المصوتين الهولنديين اليوم لصناديق الإقتراع، مع قيادة حزب "جرييت وايلدر" لمنصة مفتوحة معارضة للإسلام والمهاجرين والإتحاد الأوروبي. حتى مؤخراً، تقدم حزب "وايلدر" في إستطلاعات الرأي، ولكن ذلك تراجع نوعاً ما خلال الأسابيع الماضية. الهولنديين تحت قيادة حكومة إئتلاف ومن غير المحتمل بأن يشكل حزب الحرية حكومة حتى إن كان الحزب الأكبر بما أن التجمعات السياسية الأخرى استثنت الإنضمام لهم في حكومة.
الأحزاب المؤيدة للإتحاد الأوروبي في أوروبا سوف تأمل بأن يفوز "أليكسندر فان دير بيللين" في الإنتخابات كرئيس لأوروبا في إعادة للإنتخابات الرئاسية النمساوية حيث اقترب حزب اليمين "FPO" على بعد 0.3% من تولي الرئاسة، معلماً تقدم شعبية الجناح اليميني في أوروبا: وفاز "فان دير بيللين" في النهاية بالرئاسة بهامش 7.6%.
في حال كان أداء اليمين المتطرف الهولندي جيداً، فإنه سوف يزيد من التوقعات بشأن فوز "مارين لي بين" في فرنسا ويزيد من الضغط على اليورو، في حال أن فوز الوسطيين سوف يؤدي إلى تهدئة الأعصاب المتوترة.