بعد سلسلة طويلة من الانتخابات الجمهورية والديمقراطية الأولية، ظهر مرشحين للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري و هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي. سوف تكون هذه الإنتخابات تاريخية لعدة أسباب، ليس أقلها أنها المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح إمرأة للرئاسة عن حزب من الحزبين الرئيسيين. تم منح المرأة حق التصويت في الولايات المتحدة عام 1920. ربما الأمر الأكثر أهمية هو حقيقة أن السيد ترامب شخصية خلافية جداً، حتى ضمن حزبه مع وجود عدد من النبلاء الذين يرفضون دعمه بشكل علني ووصل بهم الأمر إلى الإشارة إلى إنهم سوف يصوتون للمرشح الديمقراطي.
عادة ما يكون للإنتخابات الأمريكية تركيز قوي على الشؤون الإقتصادية: كما يقول السيد/ بل كلينتون عندما ترشح للرئاسة عام 1992: "إنه الإقتصاد أيها الغبي"، ولكن لا شيء يشابه الوضع الحالي. بالفعل، هذه الانتخابات تحركت في أكثر البيئات إضطراباً، خصوصاً من قبل دونالد، على أسس شخصية حيث لا يهم الفوز بالنقاش، بقدر ما هو مهم إثبات بأن الخصم غير صالح. حاول ترامب رسم منافسته على أنها "محتالة" وشخصية بارزة في العلاقة مع النخبة وول ستريت (على نحو تصويري فقط، لحسن الحظ)، بأنها لا تهتم بالمواطن العادي وغير جديرة بالثقة. وقد أشارت كلينتون إلى ترامب بأنه سلوكه غير رئاسي، متقلب ولا يمتلك الخبرة السياسية، وأشارت إلى تاريخه الضريبي المشكوك فيه وبشخصيته. مؤخراً، الخسارة الشخصية التي تسبب بها ترامب لنفسه والمتعلقة بالإساءة إلى النساء و التحرش (المزعوم) بالنساء،استغلت هي الأخرى من قبل السيدة/كلنيتون (كمرشحة ديمقراطية معارضة للجمهورية وكإمرأة، لم يكن بالإمكان تجنب هذا الأمر، و لكنه يسيئ إلى صورة الولايات المتحدة في الخارج).
القرار الغريب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بإعادة فتح التحقيق في استخدام كلينتون للبريد الشخصي أثناء خدمتها كوزيرة للخارجية الأمريكية، أعطى دعماً لأرقام ترامب في استطلاعات الرأي، ولكن خلال 48 ساعة، قال مكتب التحقيقات بأنه لم يجد أدلة على أعمال خاطئة.
حقيقة أن الكثيرون ما يزالون يعتقدون بأن نتيجة الإنتخابات متقاربة جداً، يشير بشكل قوي إلى الإنفصال بين قطاعات الشعب وبين الفئة السياسية، الأمر الذي لا تختص به الولايات المتحدة وحدها، كما أظهر الإستفتاء في المملكة المتحدة. استفتاءات الأمس يبدو بأنها تشير إلى أن الزخم مع السيدة كلينتون، وبالتأكيد، تقدم سوق الأسهم الأمريكية ويبدو بأن قيمة الدولار تدعم فكرة بأن المجتمع الاستثماري يتوقع بشكل كامل أن يستيقض يوم الأربعاء على الحدث التاريخي بإنتخاب أول رئيسة للولايات المتحدة.