في عام مضطرب شهد انتخاب مرشح مستقل كرئيس للولايات المتحدة والتصويت في المملكة المتحدة جاء لصالح مغادرة الإتحاد الأوروبي بفارق طفيق، من المريح أن البنك الأوروبي المركزي يعتقد بأنه في موقع جيد لحماية اليورو من الصدمات السياسية أو الإقتصادية.
من خلال حديثه مع قناة Bloomberg، قال نائب رئيس البنك الأوروبي المركزي "فيكتور كونستانكيو" : "بالتأكيد أننا نرى تصحيح يأتي من الولايات المتحدة. البنك الأوروبي المركزي سوف يستمر بلعب دوره في المحافظة على الإستقرار، ولذلك لا أعتقد بأنه سوف يكون هناك عدوى لأوروبا. من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التقلبات في المستقبل القريب و احتمالية أن يكون هناك انعكاس مفاجئ ما تزال كبيرة. التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وزيادة الغموض السياسي وسط أجندات انتخابية مزدحمة في الإقتصاديات الرئيسية المتقدمة من الممكن أن يعيد تجنب المخاطرة في الأسواق العالمية وأن يطلق صدمة ثقة كبيرة".
كان السيد كونستانكيو يتحدث بعد الإعلان عن تقرير البنك الأوروبي المركزي للإستقرار المالي الذي يعلن عنه مرة كل عامين. ويشير إلى زيادة مخاطر التصحيح السوقي المفاجئ بسبب انتشار الغموض السياسي مع توجه العديد من دول الإتحاد الأوروبي إلى الإنتخابات العام الجديد مقابل خلفية ارتفاع الشعبوية. يعتقد البنك الأوروبي المركزي بأن سياسات السيد ترامب سوف تقود إلى زيادات في الإنفاق والتضخم في الولايات المتحدة، والسياسات التوسعية قد تغطى بالسياسات الحمائية ومن الصعب معرفة ما إن كان من الممكن تطبيق هذه السياسات في أوروبا أو في اي مكان آخر.
في الإتحاد الأوروبي، فإن زيادة الشعبوية في بعض الدول قد تجعل من الأصعب تحقيق إصلاحات إقتصادية. يشير التقرير: "الغموض السياسي الأعلى قد يقود إلى المزيد من أجندات التركيز المحلي والأجندات التي تعيق النمو. هذا الأمر بدوره، من الممكن أن يؤخر الكثير من الإصلاحات المالية والهيكلية الضرورية ومن الممكن أن يؤدي في أسوء الحالات إلى إعادة إشعار الضغط على السيادات الأكثر ضعفاً".
تواجه كلاً من ألمانيا وفرنسا إنتخابات خلال العام 2017 ونتائج هذه الإنتخابات سوف تكون حاسمة لمستقبل الإتحاد الأوروبي، خصوصاً إن قامت المملكة المتحدة بالمضي قدماً في نواياها المعلنة بإخبار الإتحاد الأوروبي قبل نهاية مارس 2017 نيتها مغادرة المنطقة.