قد يكون الأمر مجرد مصادفة، ولكن الإحصاءات تظهر بأن شهري أغسطس و سبتمبر هما الأسوء في وول ستريت، من خلال البيانات التي تعود حتى الحرب العالمية الثانية. و أن لم يكن هذا الأمر سيئاً بما يكفي، فإن الأرقام تظهر بأن ثلث التراجعات الشهرية بنسبة 5% أو أكثر حدثت خلال هذين الشهرين.
منذ منتصف التسعينات، يعطي شهر أغسطس أسوء معدل أداء شهري في وول ستريت، بحسب قياسات S&P500. و شهر سبتمبر هو الشهر الوحيد في السنة الذي يتراجع فيه مؤشر Standard & Poor500 في الغالب أكثر من إرتفاعه بعد حقبة الحرب العالمية الثانية.
وفقاً للمحللين، فإن معدل شهر أغسطس خلال السنوات العشرين الماضية شهد تراجع الأسهم بنسبة 1.2%، أسواء بأربع مرات معدل الخسائر خلال ثاني أسوء شهر، و هو سبتمبر.
من خلال العمل على هذه الأرقام، فإن المستثمر الذي يمتلك أسهماً خلال شهر أغسطس فقط كل عام خلال السنوات العشرين الماضية، يكون قد خسر 22% من ماله. كما أن شهر أغسطس كذلك عانى من بعض الكوارث الفردية الضخمة، مثل التراجع بنسبة 15% خلال الأزمة الروسية عام 1998.
لماذا؟
التفسيرات حول السبب الذي أدى إلى كون هذه الأشهر هي الأسوء كثيرة. التفسيرات تراوحت بين تاثيرات البقع الشمسية و الدورات القمرية إلى عدم صبر المستثمرين الذين يميلون إلى الإستسلام بشأن الأسهم ذات الأداء السيئ مع نهاية الربع الثالث. السبب الآخر المقدم هو أن مدراء الصناديق الإستثمارية يقمون غالباً ببيع الأسهم الضعيفة لتجنب شكاوى العملاء نهاية العام المالي. اللون غالباً ما يعزى إلى المستثمرين أنفسهم بسبب الذهاب في أجازات.
جميع هذه التفسيرات يمكن أن تبرر إلى حدٍ ما، ولكن هل من الممكن أن يكون هناك سبب أقل شيوعاً بسبب هذه العيوب في أداء المستثمرين خلال شهر أغسطس – الخوف من انهيار الأسواق في شهر اوكتوبر مثلا؟ أسوء الإنهيارات التي سجلت في 1929 و 1987 كانت في شهر أوكتوبر. في الواقع، شهد شهر أغسطس بعض أسواء النشاطات خلال الأزمة المالية عام 2008.
من المنظور النفسي، بدأ المستثمرين بالقلق بشأن احتمالية انهيارات أخرى في شهر أوكتوبر في السابق، و بحلول شهر سبتمبر، بدلاً من التمسك بالأسهم حتى معرفة التوجه الحقيقي، فإنهم مستعدين على البيع عند أول مؤشر على المشاكل.
من خلال توقع شهر سبتمبر صعب، يبحث المستثمرين عن طرق للتحكم بالأحداث من خلال تجهيز الأمور في وقت مسبق، أي في شهر أغسطس. و مع العديد من الناس المسافرين في أجازات خلال شهر أغسطس، فإن هناك سيولة أقل في السوق، و أي تحرك للبيع يكون له تأثير مضاعف على السوق.
يحذر المحللين المستثمرين من أن هذا الصيف قد يتبع النمط الذي بدأ عام 1945. الأسهم الأمريكية، والتي خسرت بالفعل 19% من انخفاضات شهر فبراير، سجلت بالفعل تراجعات خلال اليومين التداولين الأولين من شهر أغسطس.
ولكن على المستثمرين معرفة أن الأسهم تواجه مصاعب خلال شهري أغسطس و سبتمبر، وأن عليهم الإستعداد النفسي للتقلبات من دون الإرتباك و الفرار.