بعد الفوضى المالية الناتجة عن خروج بريطانيا، فإن الذهب هو الفائز الأول. ارتفع الذهب مرة أخرى يوم الاثنين بعد ارتفاع بحوالي 5 % يوم الجمعة، وما يصل إلى تقدم بنسبة 25% هذا العام. الذهب يتداول حول 1330$ للأونصة، وهو الآن عند أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين.
عادة ما تتقدم أسعار الذهب في أوقات الاضطرابات السوقية الحادة عندما يبحث المستثمرين عن الأصول الآمنة، وخروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي أدى بالتأكيد إلى خلق وضع مالي من الفوضى والقلق. كانت آخر أزمة من هذا النوع عندما وصل الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق فوق 1900$ عام 2011. المستثمرين عند ذلك الوقت كانوا قلقين بشأن النقاش الدائر حول سقف الديون الأمريكية في الكونغرس و الخفض التالي للتصنيف الائتماني الأمريكي من قبل ستاندرد أند بور.
الذهب= التحويط
يستعمل الذهب كأداة تحويط ضد الأسواق المالية المتقلبة منذ أجيال. بصفته سلعة ثمينة فإنه يعود إلى المصريين الذين كانوا يعتقدون بأن الذهب يجب أن يدفن مع الجثث المحنطة من أجل دعمهم في الحياة الآخرة. الرباط بين الذهب و العملات بدأ عام 550 قبل الميلاد، عندما تم طباعة أو عملة ذهبية في ما يسمى اليوم بالجمهورية التركية. في القرن التاسع عشر، تم تثبيت أغلبية العملات العالمية مقابل الذهب و كان هذا الأمر سائداً حتى العام 1971، عندما أزيل الذهب كداعم قياسي للدولار الأمريكي من قبل الرئيس "ريتشارد نيكسون" و الذي سمح للدولار بعد ذلك بالعوم بحرية.
تظهر قيمة الذهب من ندرته حيث أن هناك مناجم ذهب قليلة جداً حول العالم.
"بول تستاين" المدير التنفيذي لمنصة "بوليونفولت" على الإنترنت يعتقد بأنه على الرغم من زيادة شراء الذهب بحدة خلال الجلسات الأخيرة، بشكل عام، فإن الباعة هم البارزون، بعد أن قاموا بتسييل ربع طن منذ الإعلان يوم الجمعة عن نتائج التصويت البريطاني.
وفقا لـ "تستاين" : " قام مستخدمونا بشراء الكثير من الذهب في الوقت السابق لهذه الأزمة، و البعض يبيعه لتحصيل أرباح كبيرة من صدمة يوم الجمعة".
في وول ستريت يوم الجمعة، إرتفعت مشتريات الذهب لكي تعود إلى الوضع الطبيعي بعد نهاية أسبوع مليئة بالغموض و الأسعار العالية قللت من القفزة الأولية في الذهب و التي نتجت عن المستثمرين الأفراد.
في سنغافورة خلال نهاية الأسبوع، عادت مبيعات الذهب و الفضة إلى الوضع الطبيعي بعد أن ارتفعت بأكثر من 600% خلال فترة بيع الذروة يوم الجمعة. و في الهند، و التي تقارن بالصين من حيث أكبر سوق للذهب، فإن الأسعار المرتفعة يوم الاثنين نفرت بعض المشترين. العديد من المستهلكين الآسيويين لا يفضلون الأسعار المرتفعة لأنهم يرون الذهب على أنه مخزن طويل الأجل للثروة، بدلاً من أن يكون استثمار مضارب.
تجار الذهب في فرنسا و ألمانيا أعلنوا عن زيادة الطلب، بينما في المملكة المتحدة قام المشترون بشراء أي حجم و عدد من السبائك و العملات الذهبية التي يمكنهم شرائها.
منذ ارتباط الذهب بالعملات، فقد عمل الذهب و كأنه مقياس للسوق. عندما تصبح الأوقات صعبة و غير مستقرة، يبحث المستثمرين عن الذهب لتهدئتهم حتى يخف الغموض و بالتالي يبدو بأن الذهب سوف يستمر باللمعان خلال المستقبل القريب.