النقطة الرئيسية للخلاف في الإستفتاء البريطاني بشأن إستمرار العضوية في الإتحاد الأوروبي هي الهجرة. هناك الكثير من الناس الذين يعانون من رهاب الأجانب، و هي عدم الثقة بأي شخص "ليس منا". و لكن، الأنجلوساكسونز لن يكونوا موجودين لولا الهجرة (و الغزو) في الماضي و بريطانيا كانت في وقتٍ ما قلب أكبر الإمبراطوريات التي عرفها الإنسان، و بالطبع، التجارة كانت ميزة أساسية.
بفضل وسائل الإعلام، يخشى الكثير من الناس العاديين بأن وظائفهم سوف تسلب منهم من قبل الأقوام الكبيرة من (على الأغلب) موطني أوروبا الشرقية الذين لن يسرقوا الوظائف البريطانية فحسب، بل سوف يستغلون في نفس الوقت نظام الخدمات الصحية الوطنية، و الضمان الإجتماعي و خدمات التعليم و الإسكان – و حتى أنهم لن يدعموا منتخب كرة القدم الوطني! بالطبع، هذه الصورة محرفة عن الواقع، في حين أنه من الطبيعي بأنها تحتوي على بعض الحقيقة. ليس من السهل أن تترك أصدقائك و عائلتك و أن تشق طريقك إلى أرض جديدة تتحدث لغة مختلفة. في حين أن الضمان الإجتماعي في المملكة المتحدة يوفر الدعم، إلا أنه لا يسمح لأحد بأن يحيا حياة "رايلي" و المملكة المتحدة بلد مكلف من حيث تكاليف المعيشة سواءاً في الإسكان و التكاليف الحياتية الأخرى.
الكثير من المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا للعمل هم على مستوى عالي من التعليم و الإحترافية – و نحن نعطيهم إسم "العمالة الوافدة" و هناك الكثير من الجيوب حول العالم حيث يعمل البريطانيون من أجل عوائد أفضل من التي يحصلون عليها في بلادهم. الصناعة و التجارة البريطانية، كما يقال، بحاجة ماسة إلى هؤلاء الأشخاص. يحققون دخلاً جيداً و يساهمون بشكل جيد في الإقتصاد، و غالباً ما يرسلون أبنائهم إلى مدارس خاصة و يتمتعون بالضمان الصحي الخاص.
بوجود مناطق نزاع قاتلة في أماكن مثل أفغانسات و سوريا و العراق و غيرها، هناك الآن موجات جديدة من اللاجئين الذين يسعون للحصول على الحماية في الإتحاد الأوروبي. لهؤلاء الناس حق إنساني للحماية تحت الفصول المقررة من قبل الأمم المتحدة و الموافق عليها أغلبية الدول. من بين هؤلاء اللاجئين هناك "المهاجرين الإقتصاديين" و الذين يأتون عادة من مناطق فقيرة في أفريقيا يبحون عن مستوى معيشة أفضل في الإتحاد الأوروبي. الفئة الأخيرة ليس لها حق الحياة و العمل في الإتحاد الأوروبي، و بشكل متزايد، فإن التوجهات تصبح أصعب تجاههم و تجاه الناس الذين يستفيدون من معاناتهم. وفقاً للقوانين الأوروبية الحالية، فإنه يجب إيقاف دخول هؤلاء الأشخاص إلى مناطق الإتحاد الأوروبي عند الحدود الخارجية بما أنه وفقاً لإتفاقية شينغين، فإن المناطق الداخلية للإتحاد الأوروبي خالية من الحدود بشكل كبير هذه الأيام. و لكن قول هذا الأمر أسهل من تنفيذه.
أن تكون عضواً في الإتحاد الأوروبي يعني بأن تعطي الحري للعمل و الحياة في بلادك لجميع الجنسيات الأوروبية الأخرى – بنفس المنطق، للبريطانيين الحق في العمل و الحياة في أي من الدول الـ 27 الأخرى الأعضاء في الإتحاد الأوروبي. و لكن، أقلية صغيرة فقط من الأوروبيون يقررون ترك بلادهم و العمل في مكان آخر ضمن الإتحاد الأوروبي. الأغلبية من المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة (45.5 مقابل 41.8%) يأتون من دون الكومونويلث و مناطق أخرى خارج الإتحاد الأوروبي. إن أرادت الحكومة القيام بذلك، فإن عليها إيقاف الهجرة من خارج الإتحاد الأوروبي بالطبع.