لا يمكنني تجاهل صورة ماريو دراغي كجراح في غرفة الطوارئ، يقف فوق جسم إقتصاد منطقة اليورو مع إرتعاد قلبها الإقتصادي، الذي يعمل و لكن يعطي نتائج قليلة جداً، و يقوم بتحضير شحنة الصعقة الكهربائية على شكل الطاقة الإقتصادية الإضافية لكي يعيدها مرة أخرى إلى الحياة. الصورة تتراجع قليلاً مع تراجع العجلة: هناك فرصة بأن يقوم السيد دراغي بتطبيق تيسير كمي إضافي ، و لكن ليس قبل شهر مارس.
و لكن، عندما تم الإعلان عن أخبار العلاج خلال الإجتماع الأخير للبنك الأوروبي المركزي و الذي أكد ثبات معدلات الفائدحة، كان الأمر كافياً لتراجع اليورو لفترة قصيرة. و تراجع بأكثر من ين واحد مقابل الين الياباني و ما دون المستوى 1.08$ قبل أن يتعافى. التيسير الإضافي للسياسة المالية سوف يضعف اليورو بالطبع، و لكن أخذ ذلك بالإعتبار قبل أكثر من شهرين من الموعد المحتمل كان أمراً مبالغاً فيه، و بالتالي، تعافى اليورو. وعد دراغي بأن يقوم "بتقييم و ربما إعادة التفكير" بموقف البنك الأوروبي المركزي من سياسته المالية في شهر مارس خلال الإجتماع القادم. و تبقى معدلات الفائدة عند 0.05% و معدل الودائع المسائية (الذي يدفع من قبل البنوك التي تضع أموالها لدى البنك الأوروبي المركزي) عند 0.3%-.
يأمل بأن يوفر التيسير الإضافي المال من خلال تمديد برنامج شراء الأصول الحالي بقيمة 60 مليار يورو شهرياً و الذي سوف يضخ بعض التضخم إلى إقتصاد منطقة اليورو. التضخم حالياً عند 0.2% عند عشر القيمة المستهدفة.
و قد صرح السيد دراغي: "مع بداية العام الجديد، إزدادت المخاطر التنازلية مرة أخرى وسط غموض متزايد بشأن توقعات إقتصاديات الأسواق الناشئة و التقلبات في الأسواق المالية و أسواق السلع و المخاطر الجيوسياسية. لدينا القوة و الرغبة و الإصرار على التصرف. لا توجد حدود لمدى رغبتنا في تطبيق أدوات سياساتنا".
يعمل البنك الأوروبي المركزي على إفتراض بأن سعر النفط سوف يترواح حول 50$ هذا العام، و لكن بعد أن تقدم الأسبوع الماضي، فهو حالياً عند 32.2$ فقط للبرميل بالنسبة لنفط برنت. و من غير الواضح ما إن كان رقم البنك الأوروبي المركزي قد أخذ بالإعتبار إحتمالية خفضل السعر الناتج عن دخول النفط الإيراني للسوق المشبع أساساً بعد رفع العقوبات الدولية.