يتفق أغلبية الإقتصاديون بأن السلع الاساسية عرضة للإزدهار و الإنخفاض في دورتها ، و أسعار السلع من الممكن أن تصل إلى قمم عالية جداً أو قيعان متدنية جداً و هذه الفروقات لا يمكن تجنبها، السؤال المهم هو متى؟ هذا السؤال الذي يطرحه متداولي النفط على أنفسهم منذ أشهر، حيث أن سعر النفط تراجع إلى ما دون 50$ للبرميل (أكثر من 50% من قمته في صيف 2015) و هناك قل واسع بأننا لم نصل إلى القاع بعد. و لكن هل من الممكن أن يكون هناك فرص إستثمارية في النفط؟
الحركة التصاعدية مقابل الحركة التنازلية
المحللين التنازليين قلقين من أننا لم نصل إلى أدنى المستويات بعد. "جاري شيلينج" رئيس شركة A.Gary Shilling & Co في نيوجيرزي توقع بأن النفط قد يصل إلى 10-20$ للبرميل عند أدنى مستوياته لأن منظمة أوبك تقوم بالمراهنة من خلال عدم خفض الإنتاج في الوقت الذي يتجاوز فيه العرض الطلب العالمي. في الواقع، الأمير السعودي "الوليد" الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة، إترف بذلك عندما قال "النفط لن يرى 100$ مرة أخرى". على المستوى العملي، يتجاوز إنتاج النفط حالياً الطلب بقرابة 2 مليون برميل يومياً، الرقم الذي بالتأكيد يعطي الحركة التنازلية أمراً للعمل به. في حال إستمرت منظمة أوبك بموقفها العنيد، فإن هذا قد يؤدي إلى إستمرار غمر الأسواق و الإبقاء على التكاليف متدنية. ربما هذا هو السبب الذي يدفع عملاقة النفط في الولايات المتحدة، عائلة روكيرفيلير، بالقول في مجلة Rolling Stone بأنهم يفرغون إستثماراتهم الخطرة في النفط.
و لكن هناك الإرتفاع المحتمل. التصاعديون على النفط يأملون بأن الإنتاج في الولايات المتحدة سوف يتراجع خلال العام القادم، في تحرك سوف يساعد في إغلاق الفجوة بين العرض و الطلب. كذلك، مع بقاء الأسعار متدنية، فإن الطلب يتوقع بأن ينمو، و الذي من الممكن أن يأتي بالحركة الهامة للأعلى في صناعة النفط. بالإضافة إلى ذلك، يشير التصاعديون إلى الرسوم البيانية التي تشير إلى أن قطاع الطاقة يميل لأن يكون قائداً خلال نهاية الدورات التصاعدية في أسواق الأسهم. و بما أننا حالياً نمر فيما قد يكون نهاية تحرك تصاعدي منذ مارس 2009، فإن هذا قد يشير إلى أن الوقت قد حان لكي لقطاع الطاقة، و بالأخص قطاع النفط، لأن يرتد.
ماذا يعني كل هذا؟
لا يوجد شك بأن إستهلاك النفط في الولايات المتحدة وحدها قد إرتفع 8% في يونيو 2015 عما كان عليه في يونيو 2014. المستهلكين يستفيدون من أسعار النفط المتدنية و الذي ينفع الصناعات المرتبطة مثل المصافي و صناعة السيارات. هذه الدورة قد تساعد في رفع الأسعار، خصوصاً عندما يقوم المنتجون العالميون (بإستثناء أوبك) بخفض الإنتاج. قامت شركة Even Warren Buffet بالإستثمار بشكل ثقيل في فيليبس 66، و هي مصفاة نفط لديها كذلك قسم كيماويات كبير. في مقابلة مع CNBC، أشار Buffet إلى "أننا لم نشتريها كمصفاة و بالتأكيد لم نشتريها كشرة نفط مدمجة". و لكن تحت هذا البيان، هناك حقيقة بأن المصافي تستفيد من أسعار النفط المنخفضة حيث أنها تستطيع زيادة هوامشها، و أن الإستثمار في الصناعات المرتبطة بالنفط، من دون الإستثمار في السلعة نفسها، قد يكون إستثمار عبقري.
كذلك، هناك الكثير من الفرص في قطاع النفط نفسه، حيث يمكن القول بأن هذه الأسعار المتدنية لن تستمر لفترة طويلة. "النفط سوف يصل إلى ما بين 60-80$" بحسب ما قاله "روبرت ثوميل" الخبير في مجال الطاقة لدى Tortoise Capital Advisors، إلا أنه أضاف بأننا "قد نكون محصورين بين 50-60$ لفترة طويلة". إن كنت تبحث عن الفرص في أسواق النفط، فإن التقلبات قد تصنع تأرجحات بنسبة 20% خلال ساعات أو أيام، بدلاً من المدى الطويل. كن مستعداً لتحصيل أرباح كبيرة (أو تحمل خسائر كبيرة خلال هذه الفترة) و أن لا تبقى في سوق النفط على المدى الطويل حتى يصبح السوق أكثر إستقراراً. الأهم، يجب أن تتذكر بأن الإستثمار في سوق النفط عند هذه الوقت هو قرار حكيم فقط بالنسبة لمن هم معتادين على الأسواق و العوامل الرئيسية المؤثرة من الناحية الإخبارية و التقنية. إن كنت من هؤلاء، فبالتأكيد هناك إحتمالية تحقيق أرباح على المدى القريب.