منذ أن إنتهى التنقيص التدريجي، كانت إجتماعات البنك الفدرالي مرتقبة بشكل حثيث لمعرفة متى سوف يتم إنهاء فترة معدلات الفائدة القريبة من الصفر في الولايات المتحدة و متى سوف تبدأ رحلة المعدلات الطويلة للعودة إلى المعدلات الطبيعية، و لكن هذه الرحلة لم تبدأ بعد.
أحد العوامل التي أدت بالبنك الفدرالي لتأجيل رفع معدلات الفائدة الشهر الماضي كان أن مستويات إنشاء الوظائف تراجعت (على الرغم من أن البطالة العامة لم تتغير). بالإضافة إلى ذلك، الأسواق في الولايات المتحدة و حول العالم كانت قلقة بشأن معدل التباطئ الإقتصادي في الصين. عملية رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة سوف يكون لها تأثير على إقتصاديات أخرى، و لكن ما يهم البنك الفدرالي هو التوظيف و إستقرار السعر في الولايات المتحدة، و بالتالي فإن هذا سوف يكون عامل مشتق فقط في عملية إتخاذ القرار.
هناك عاملين يجعلان من غير المحتمل رفع معدلات الفائدة هذا الشهر. الأول هو أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة إرتفعت بوتيرة أبطئ من المتوقع، حيث إرتفعت فقط بنسبة 0.1% الشهر الماضي، بنصف المعدل المتوقع. هناك توقعات بأن التوترات المتعلقة ببيانات إنشاء الوضائف التي جائت أضعف من المتوقع جعلت المستهلك حذر بشأن الإنفاق، و لكن هذا غير محتمل بما أن الطبيعة البشرية تنص على أن الناس تعتبر بأنها محمية ضد خسارة العمل و بالإضافة إلى ذلك، فإننا نمر في تباطئ في إنشاء الوظائف بدلاً من زيادة في البطالة. تمتعت مبيعات السيارات بشيء من الإرتداد، و في لكن في حال تم إزالة مبيعات مواد البناء و الوقود من البيانات، فإن المبيعات "الجوهرية" تهبط بنسبة 0.1%.
ثانياً، في تقرير صدر عن البنك الفدرالي نفسه، أشار إلى أن الدولار القوي يؤذي النمو و يعطل الناتج الصناعي (من الواضح بأن البضائع المقصودة هي المنوي تصديرها بما أن القيمة الخارجية للدولار لا تؤثر على الطلب الداخلي بما أن كل شيء مسعر بالدولار على أي حال) عندما يتم رفع معدلات الفائدة، يتوقع بأن يرتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية بما أن العوائد (المتواضعة) على ممتلكات الدولار سوف تتحسن، مما يجعل الدولار أكثر جاذبية و بالتالي يرتفع.
يبقى من المحتمل بأن يتبع البنك الفدرالي طريقة حذرة لتطبيع معدلات الفائدة، و بالتالي بشائر الإقتصاد من حيث التضخم (الذي هو حالياً ما دون مستهدف 0.2%) و إنشاء الوظائف و الإنفاق الإستهلاكي كانت خافتة، فإن المعدل سوف يبقى كما هو. الزيادة (من الناحية النظرية) سوف تكبح التضخم و تدعم الدولار في أسواق فوركس، فهل هذا هو الوقت المناسب لمثل هذا التحرك؟