مرت أشهر و المستثمرين تعبوا من طرح نفس السؤال: هل سوف يقوم البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة، أم أنه سوف يؤجل الأمر مرة أخرى؟ يبدو بأن الإجماع هو أن البنك الفدرالي لا يمكنه التأجيل أكثر من ذلك و أن الرفع سوف يحدث بالتأكيد.
يبدو بأن خبراء وول ستريت واثقين من أن رفع المعدلات وشيك، مع 49 من الذين قاموا بالإستفتاء يتفقون بأن البنك الفدرالي سوف يقوم بالحركة.
يعتقد "جين جرانت"، أحد صناع السوق و محرر "Grant’s Interest Rate Observer" بأن رئيسة البنك الفدرالي، جانيت يللين، قد إكتفت من هذا الموضوع و أنها سوف تقوم برفع معدلات الفائدة من أجل إنهاء النقاش. يرى جرانت بأن هناك زيادة بمقدار 0.25 نقطة.
إشارة لزيادة إلى 3%
المدير التنفيذي لشركة Morgan Creek Capital Management "مارك يوسكو" يعتقد بأن البنك الفدرالي يجب أن يوقف الحديث عن الخطوات، و أن عليه رفع معدلات الفائدة إلى 3% في حركة واحدة. و يقول بأنه على الرغم من أن مثل هذه الحركة سوف تصدم الأسواق، إلا "أنها سوف ترسل رسالة ثقة ... تقول بأن الإقتصاد قوي و أنه يستطيع تحمل معدلات فائدة طبيعية".
مثل هذه الحركة سوف تصدم الأسواق، إلا "أنها سوف ترسل رسالة ثقة ... تقول بأن الإقتصاد قوي و أنه يستطيع تحمل معدلات فائدة طبيعية
عند الحديث عن الموقف المقابل، يقول "تورستين سلوك" كبير الإقتصاديين الدوليين لدى Deutsche Bank، بأن على البنك الفدرالي رفع معدلات الفائدة، و لكنه لا يعتقد بأن البنك سوف يقوم بذلك. بدلاً من ذلك، يعتقد بان البنك المركزي سوف يؤجل الأمر، و لكنه سوف يرسل رسائل تضييق بدلاً من ذلك.
في هذه الأثناء، قامت الأسواق بالتفاعل فعلاً بشأن توقعاتهم للنتائج. إرتفعت أسواق الأسهم الآسيوية اليوم على خلفية التوقعات بأن البنك الفدرالي سوف يقاوم الضغط لرفع معدلات الفائدة و مؤشر FTSE100، للأسهم البريطانية الريادية، تراجع بمقدار 12 نقطة أو 0.2% في التداولات المبكرة.
أسئلة جديدة
هناك الكثير من التوقعات، و لكن عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش اليوم، سوف نعرف الإجابة. و عندها، سوف يكون السؤال الكبير: ما هي تاثيرات رفع معدلات الفائدة محلياً و دولياً؟ مالذي سوف يقوم به السوق الآن؟ و كيف سوف تكون ردة فعل الدولار؟
بغض النظر عن تصويت البنك الفدرالي، بعض المحللين يتوقعون تحركات سوقية كبيرة. يتوقع البعض أن يرى تقدم قصير الأجل و هو ما حدث بالطبع في كل مرة كان هناك رفع لمعدلات الفائدة في السابق. وفقاً لهم، الإرتفاع ليس مؤشراً على نهاية السوق التصاعدي، و لكن المرحلة الثانية في التوسع الإقتصادي.
يرى البعض بأن رفع معدلات الفائدة سوف يجلب معه سوق تصاعدي ترتفع فيها عوائد السندات و أن الإقتصاد سوف يدخل في كساد. و يشيرون إلى ردات الفعل التي سبقت الركود السابق. و لكن العوامل الخارجية تلعب دوراً هاماً في السيناريو المالي اليوم، و أغلبية الإقتصاديين تجنبوا الحديث عن الركود.
تأثيرات رفع معدلات الفائدة على المستهلك الأمريكي
ما هي التأثيرات على المستهلك الأمريكي في حال قام البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة؟
بسبب أن الكثير من مؤسسات الإقراض تنظر إلى معدل الفائدة الفدرالي لتحديد ما إذا كان عليهم تحديد معدلات الفائدة الخاصة بهم، فإن التأثير الأوضح لرفع المعدلات سوف يكون زيادة رسوم الإقتراض على جميع أنواع الديون، بما في ذلك القروض البنكية و الرهون العقارية و تمويل السيارات و البطاقات الإئتمانية. المصرفيين هو الأول الذين سوف يذكرون المستهلكين بأن الزيادة الطفيفة في معدلات الفائدة سوف يكون لها تأثير طفيف بالكاد يشعرون به.
من الناحية الأخرى، فإن معدلات الفائدة الأعلى سوف تكون خبراً جيداً بالنسبة للمدخرين. العوائد على حسابات التوفير البنكية الأساسية و شهادات الإدخار على الودائع كانت منخفضة جداً لفترة طويلة لدرجة أنه حتى الزيادة الصغيرة لن تكون أمراً مفروغاً منه.
إلا النصيحة لمالكي السندات هي الحذر. عندما ترتفع معدلات الفائدة، تخسر عوائد السندات قيمتها. و يشير مدراء الإستثمار إلى التمسك بالسندات طويلة الأجل و الإبقاء على بعض السندات قصيرة الأجل كتحويط ضد مخاطر سوق الأسهم.
الأسواق الناشئة
ردود الفعل حول العالم سوف تتأثر على الأكثر برفع معدلات الفائدة، في الغالب من الأسواق الناشئة مثل المكسيك أو الهند و التي تعد حساسة بشكل خاص لمعدلات الفائدة الأعلى و الدولار الأقوى. المسؤولين من هذه الإقتصاديات يعتقدون بأنه حتى الزيادة الصغيرة على معدلات الفائدة سوف تفيد إقتصادياتهم.
لا يبدو بأن المستثمرين في وول ستريت قلقين بشأن عمليات البيع خلال اليوم التالي و قاموا تقريباً بالإبقاء على محافظهم كما هي. "بوب لانج" التقني و المؤسس و الإستراتيجي الأول لدى ExplosiveOptions.net قدم حالة تصاعدية بالنسبة لليورو، و الذي يعتبر خبراً رائعاً بالنسبة للصناعات الأمريكية و شركات الأدوية و شركات البضائع الإستهلاكية المعبئة. و يتوقع بأن اليورو سوف يشهد تقدم خضم خلال المستقبل القريب بغض النظر عما يقرره البنك الفدحرالي و في حال لم يقم البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة، فإنه يعتقد "بأن هذا من الممكن أن يتسبب اليورو، و حتى الين، بأن يدوي"
من الممكن أن يتسبب الدولار الأقوى بدمار كبير على جميع الشركات الدولية التي مقراتها في الولايات المتحدة، بسبب أنها عندما تترجم المبيعات من العملات الأضعف حول العالم، فإن هذه الشركات سوف تحصل على دولارت أقل. و يعتقد "جيم كرامير" المحرر في Mad Money، بأن على المستثمرين أن ينتبهوا أكثر لأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدولار الأمريكي، بسبب أنه حتى الزيادة طفيفة في المعدلات قد يكون لها تثير كبير على العملات حول العالم.
وفقاً لكرامير: "بغض النظر إذا ما حصلنا على رفع للمعدلات أم لا، فإن الأمر كبير خلال 2015، و سوف يكون له أهمية كبيرة بالنسبة لمسار الدولار، بالإضافة إلى مجموعة من العملات الأجنبية، خصوصاً تلك التي من الأسواق الناشئة الأصغر".
في نهاية اليوم، لا أحد يعلم المستقبل. إن لم يكن هناك رفع لمعدلات الفائدة اليوم، متى سوف تكون؟ و ما هو التأثير المختلف لرفع معدلات الفائدة أو عدم القيام بذلك؟ هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في التوقع بنتائج ما يعتبر أحد أهم القرارات خلال السنوات الثمانية الماضية.