الأغلبية العظمى من الناتج الأمريكي، أي ما يقارب 70% منه، يتم إستهلاكه محلياً. نتيجة لذلك، مستويات مبيعات التجزئة تمثل مقياس رئيسي لوضع أكبر إقتصاد في العالم، و سوف يكون عاملاً يأخذ بالإعتبار عندما يقرر البنك الفدرالي خلال إجتماعه اليوم و غداً بشأن معدلات الفائدة.
الأرقام المعلن عنها من قبل دائرة التجارة الأمريكية أظهرت بأن مبيعات التجزئة إرتفعت بنسبة متواضعة عند 0.2% في شهر أغسطس، و لكن المبيعات الجوهرية (و التي تستثني البضائع مثل السيارات الجديدة و البنزين و مواد البناء و المصاريف في المطاعم) تحسنت بنسبة 0.4%. تأتي البيانات مباشرة خلف بيانات إنشاء الوظائف التي جائت ضعيفة الشهر الماضي و التي كانت ما دون توقعات المحللين.
مبيعات السيارات الجديدة مسؤولة عن حوالي خمس مبيعات التجزئة، و تعكس فكرة بأن الأمريكان يقومون بإستبدال سياراتهم القديمة التي تمسكوا بها خلال الفترات الصعبة بالنسبة للإقتصاد في السنوات الأخيرة. هذا العام شهد إنشاء قرابة 2.9 مليون وظيفة حتى الآن. جزئياً، قد يفسر هذا الأمر على أنه زيادة بنسبة 8.2% في المبيعات لدى الحانات و المطاعم، حيث أن الناس لديهم ثقة أكبر بشأن آفاق التوظيف (و أسعار النفط الأرخص تستمر بالتأثير في الإقتصاد). شهد شهر أغسطس زيادة بنسبة 0.7% في المبيعات ضمن القطاع و قرابة 372000 وظيفة جديدة أنشأت خلال الأشهر الـ 12 الماضية لملاقاة الطلب المتزايد.
و لكن إنتاج المصانع تراجع بنسبة 0.5% الشهر الماضي، مع تراجع في إنتاج السيارات، بعد إرتفاع 0.9% في شهر يوليو. في حال تم إخراج إنتاج السيارات من الناتج الصناعي، فإنه لن يكون قد تغير من شهر يوليو.
الدولار القوي كان هو السبب في تراجع الصادرات الأمريكية و البنك الفدرالي سوف يكون واعياً لحقيقة بأن زيادة معدلات الفائدة فوق المعدل القريب من الصفر سوف يقوي الدولار، على الأقل على المدى القريب.