يوم 5 يوليو صوت الشعب اليوناني 5-3 لصالح رفض اتفاق بشأن خطة الإنقاذ الأوروبية المشروطة بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية. ولقد وعد اليونانيين بأن شركائهم في منطقة اليورو سيلينون في غضون 24 ساعة، وبأن البنوك ستعيد فتح أبوابها خلال 48 ساعة، وبأن منطقة اليورو ستوفر لهم صفقة بشروط أفضل. لقد كان هذا الوعد غير واقعي تماماً (وربما يقول البعض بأنه ساخر). لقد بقيت البنوك مغلقة ولا يزال هناك تحديد على سحب الأموال عند الحد الأقصى البالغ 60 يورو يومياً ولا يبدو أن الشركاء في منطقة اليورو في عجلة من امرهم لإعادة عقد المحادثات.
في نهاية الأمر طلبت الحكومة اليونانية خطة إنقاذ ثالث من منطقة اليورو البالغة قيمتها 80 مليار يورو، ووعدت بالمزيد من الإصلاحات الاكثر صرامة حتى من تلك التي طالب بها شركائها. وبطبيعة الحال، فقد كان وقع هذا القرار مثل بالون من الرصاص على شرائح من حزب سيريزا الحاكم وبعض المواطنين اليونانيين الذين يشعرون بنوع من الخيانة وعدم الالتزام بتعهدات الانتخابات التي قام بها الحزب عندما سعى للحصول على الحكم في أواخر يناير من هذا العام. إن مستوى الثقة بين مجموعة منطقة اليورو واليونان في أدنى مستوى له بما فيه الكفاية لطلب الحصول على موافقة البرلمان اليوناني على اتفاق الخطوط العريضة للإصلاحات الهيكلية قبل أن يوافق ممثلي منطقة اليورو على الدخول في مناقشات مع نظرائهم اليونانيين.
ولقد تم الاتفاق على منح تمويل طارئ لليونان الذي سيسمح لليونان بمسح ديون صندوق النقد الدولي واحترام غير ذلك من الالتزامات المقبلة في حين يتم الاتفاق على تفاصيل خطة الإنقاذ الثالث. بعد هذا الاتفاق تمكنت البنوك اليونانية يوم الاثنين أخيراً من إعادة افتتاح أبوابها، ولكن لم تستأنف البنوك عملها كالمعتاد وتقتصر عمليات السحب على حد أسبوعي البالغ 420 يورو بالإضافة إلى أنه هناك قيود أخرى التي لا تزال قائمة. وسوف ترتفع ضريبة القيمة المضافة، وهي ضريبة مبيعات، من 13% إلى 23% اعتباراً من اليوم في محاولة لتعزيز إيرادات الدولة.
من الواضح أن القيادة اليونانية هي أبعد ما تكون عن دعم الصفقة الجديدة، ولكنها قبلت بها لأنها بديل أفضل بكثير من الزلزال الاقتصادي الذي من شأنه أن يتبع خروج اليونان من منطقة اليورو ((Grexit. لا يزال هناك فرصة كبيرة بأن لا تنجح الأمور ولكن يجب أن يعلم اليونانيون أنهم يشربون بالتأكيد في صالون الفرضة الأخيرة. يرغب شركاء اليونان في منطقة اليورو برؤية دليل واضح على الإصلاحات الهيكلية الفعالة التي يجري تنفيذها في اليونان ومن الواضح أنه لم يتبق لديهم الكثير من الصبر بعد الشهور المرهقة من المفاوضات والتبجح والشتائم.