لتقلب الأسواق في الصين تأثير في جميع أنحاء العالم. أحد البلدان الاكثر تأثراً بعدم الاستقرار الاقتصادي في الصين هي نيوزيلندا، وتحديداً قطاع صناعة الالبان.
لقد كانت الصين أكبر بلد مشتر للألبان من نيوزيلندا حتى وقت قريب ولكنها خفضت وارداتها بنسبة 69% منذ بداية العام مقارنة مع عام 2014، حيث تراجعت حصة بكين من إجمالي شحنات منتجات الألبان في البلاد إلى ما يقرب من 16% من 37% العام الماضي.
إلى جانب التراجع الحالي لأسواق البلاد وعدم التيقن من النمو الاقتصادي في المستقبل، ويمكن أن يعزى الانخفاض الصيني في واردات الألبان إلى تراكم كميات فائضة من مسحوق الحليب العام الماضي مباشرة قبل بدء اقتصاد البلاد بالتباطؤ.
فونتيرا تقلص الوظائف على مستوى العالم
لقد أعلنت شركة فونتيرا المصدرة لمنتجات الألبان في نيوزيلندا أنه سيتم تقليص إنتاجها من المنتجات اليومية في جميع أنحاء العالم، وبأنها ستسرح أكثر من 500 من 18 ألف موظف حول العالم. 11.500 من مجموع القوى العاملة موجودين في نيوزيلندا.
فونتيرا هي أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم وتستمر بالتوسع السريع عن طريق أعمالها في الصين. ومع تراجع في الصادرات الصينية من نيوزيلندا، قررت شركة فونتيرا أنه لم يعد أمراً قابلاً للتطبيق من ناحية مالية دعم حجم إنتاجها هناك.
تراجع أسعار الألبان
لقد كانت أسعار الألبان في تراجع منذ ما يقرب من عامين على مستوى العالم، وقد تراجعت بنسبة 11% يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى منذ 12 عام ونصف في أحدث مزاد عالمي وقد فاجأ هذا الحكومة النيوزلندية.
ويبقى وزير الصناعات الأولية ناثان غاي متفائلاً ولكنه يتوقع بأن تكون الستة الى اثني عشر شهراً القادمة متقلبة. على الرغم من انه مصدوم لتراجع السعر بهذا القدر الكبير، إلا أنه قال انه واثق من ان الاسعار ستعود للارتفاع.
ولقد قال غاي للصحفيين "أنا أشعر بالقلق إزاء تراجع صناعة الألبان العالمية هذا الاسبوع. لقد كان من المتوقع أن تتراجع ولكن ربما ليس على مستوى القريب من 11% وتراجع سعر مسحوق الحليب كامل الدسم بنحو 13% .... دعونا نعطي أنفسنا بعض الوقت لاستيعاب هذا. لا تزال تبدو التوقعات لعام 2016 وما بعده جيدة جداً لصناعات الألبان."
ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع تقييم غاي. فلقد قال الرئيس التنفيذي لشركة الألبان القابضة كولن جلاس، مدير أكبر مؤسسة لمنتجات الألبان في البلاد، أنه يتوقع بأن يزداد الوضع سوءاً بالنسبة لهذه الصناعة قبل أن تتحسن مرة أخرى. ونصح مزارعين الألبان بخفض التكاليف والاستعداد للأشهر المقبلة التي ستكون أصعب.
"لن يكون هناك أي نقد الذي سيصل لأي مزارع ألبان من الآن وحتى أكتوبر. ستكون هذه الفترة الأصعب من حيث التدفقات النقدية التي تشهدها هذه الصناعة منذ أوائل التسعينات."
وهذه النظرة التشاؤمية لا تقتصر على غاي. فالمستشار الاقتصادي لدى روبيري بيتر فريزر يعتقد أيضاً بأن أسعار الألبان المنخفضة ستبقى هكذا لفترة.
فلقد قال:"أعتقد بأننا ننظر إلى تراجع هيكلي لأسعار منتجات الألبان، فالعالم في هذه اللحظة مغمور بالحليب وهذا يعني أنه لدينا الكثير من المنتجين الآخرين في العالم الذين يمكن أن يزيدوا الإنتاج بشكل أسرع وبكميات أكبر مما يمكن لنيوزلنده."