لم يكن لليورو أقوى البدايات للعام 2015 مع تراجع العملة من 1.2088 للدولار ليصل إلى 1.1815 بعد أن وصل إلى إنخفاض 1.1763 يوم الأمس (الخميس). يبدو بأن هناك سببين أو ثلاثة وراء الضعف الكامن مؤخراً في اليورو.
طيف الأزمة اليونانية الجديدة هو محط التركيز الآن بسبب فشل حكومة الإئتلاف في الحصول على فوز لمرشحهم للرئاسة بعد 3 محاولات. وفقاً للدستور اليوناني، يؤدي هذا الأمر إلى عقد إنتخابات مبكرة و التي سوف تعقد بتاريخ 25 يناير 2015. المخاوف هو أن يفوز حزب Syriza اليساري و الذي من الممكن أن يعيق شروط خطة الإنقاذ من الإتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي ، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع اليورو.
الأصوات الألمانية تطالب بأن يقبلوا ما يعرف بإسم "Grexit" في حال وصل اليسار للسلطة و أنكر الإتفاقيات الموجودة. في اليونان، يتم تقديم الإنتخابات بشكل متزايد على أنها إختيار بين إعادة إنتخاب الحكومة الخارجة و المحافظة على اليورو أو إنتخاب حزب Syriza و خروج اليونان المحتم عند مرحلة معينة (على الرغم من أن حزب Syriza يؤكد على أنه يرغب في بقاء اليونان ضمن منطقة اليورو). من دون دعم الإتحاد الأوروبي/صندوق النقد الدولي، من الممكن أن تفلس اليونان خلال أسابيع.
العامل الآخر الذي يؤدي إلى تراجع اليورو هو العودة إلى الإنكماش لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009. تراجع الأسعار في المنطقة يعود بدرجة كبيرة إلى تراجع تكاليف الطاقة، و لكنها أدت إلى توقعات بأن البنك الأوروبي المركزي سوف يدخل في إجراءات تحفيزية إضافية لدعم التعافي الإقتصادي الخافت في منطقة اليورو. من الممكن أن يعني هذا الأمر بان اليوم الذي سوف يقوم فيه البنك أخيراً برفع معدلات الفائدة قد تأجل أكثر و هذا يؤدي إلى جعل اليورو أقل جاذبية لدى المستثمرين.
أخيراً، الإنتاج و التصدير الألماني تراجع في شهر نوفمبر في حين إرتفعت الواردات. تراجعت الصادرات بنسبة 2.1% خلال شهر أوكتوبر و إرتفعت الواردات بنسبة 1.5%. رقم الإنتاج عن شهر نوفمبر تراجع بنسبة 0.1% عن مستوى الشهر السابق. الطلبات الصناعية الألمانية في شهر نوفمبر تراجعت هي الأخرى بنسبة 2.4%. حتى مع ذلك، فإن فائض التجارة الألماني لشهر نوفمبر كان عند 17.7 مليار يورو.