تقع سويسرا في القلب الجغرافي لأوروبا الغربية، و هي عضو في رابطة التجارة الأوروبية الحرة و تستعمل عملتها الخاصة، الفرنك السويسري. تعتبر سويسرا قوة هامة في العالم المصرفي و المالي و كانت تعتبر دائماً بأنها دولة غنية و مستقرة. لهذه الأسبابا، العملة السويسرية تعتبر منذ فترة طويلة بأنها من العملات الآمنة في أوقات الإضطرابات الإقتصادية.
قبل بدأ الأزمة المالية العالمية مع إنهيار بنك "ليمان بروذرز" في خريف عام 2008، كان اليورو يعادل 1.60 فرنك سويسري. بعد إنهيار البنك، تراجعت هذه القيمة إلى 1.44 و لكن مع بداية أزمة الديون السيادية الأوروبية و مع تدفق أموال المستثمرين إلى الفرنك السويسري، تراجع سعر اليورو إلى 1.045 في أغسطس من عام 2011.
منطقة اليورو هي شريك تجاري رئيسي لسويسرا و مثل هذه الزيادة في قيمة الفرنك يجب الإنتباه لها. قرر البنك الوطني السويسري التدخل في الأسواق لوضع الفرنك السويسري في نطاق مقابل اليورو مع الرغبة من كون القيمة عند حوالي 1.2 فرنك سويسري لليورو. و قد تمكن البنك من تحقيق هذا الهدف بنجاح باهر منذ أواخر صيف 2011. خلال هذه الفترة، تراجع اليورو من 1.137 إلى 1.275 مقابل الجنيه الإسترليني و من 1.442 إلى 1.229 مقابل الدولار الأمريكي.
التراجع الأخير في سعر النفط و الطلب العام الضعيف في الإقتصاد العالمي مصحوباً بالأزمة المالية الروسية التي تلوح في الأفق و التوترات الجيوسياسية و الصراعات في العديد من مناطق العالم، أدت كلها إلى جذب الأموال تجاه الفرنك السويسري، مما جعله يرتفع قليلاً مقابل اليورو. و تصرف البنك الوطني السويسري لردع هذا النمط من الأصل من خلال فرض معدلات فائدة سلبية عند -0.25% على الودائع الأكبر من 10 مليون فرنك سويسري لدى البنك. يطبق المعدل على "المشهد" أو على ودائع الوصول الفوري لدى البنك.