قلنا مؤخراً بأن كلٌ من صندوق النقد الدولي و البنك الفدرالي قاموا بخفض توقعات النمو الخاصة بالإقتصاد الأمريكي للعام 2014 نتيجة للظروف الجوية القاسية. التقديرات الأولية للنمو خلال الربع الأول كانت عند إنكماش بنسبة 1%، و لكن مع توفر المزيد من البيانات، تم تعديل هذه القيمة إلى الأدنى بشكل حاد.
الأرقام المعدلة من دائرة التجارة الأمريكية تشير إلى أن الإنكماش كان أسوء بحوالي 3 مرات الأرقام الأولية المشار إليها، حيث كان الإنكماش الفعلي عند 2.9%. الفرق بين التقديرات الثانية و الثالثة للناتج القومي الإجمالي خلال الربع الأول هو الأكبر حتى الآن. الإنفاق الذي كان أضعف من المتوقع على القطاع الصحي كان السبب في الزيادة في التقدير. كان يعتقد بأن الإنفاق الإستهلاكي زاد بنسبة 3.1% خلال الربع الأول من العام، و لكن مع توفر البيانات الكاملة، تم تعديل هذا الرقم إلى توسع بنسبة 1% فقط.
الإنفاق الإستهلاكي مسؤول عن حوالي 70% من النشاط الإقتصادي الأمريكي. رقم التجارة كان أسوء هو الآخر من المتوقع، حيث جاء عند تراجع بنسبة 8.9% بدلاً من 6% كما كان متوقع. الإنكماش في الإقتصاد الأمريكي يعتبر الأسوء من حيث أداء ربع السنة منذ 5 سنوات. و هو على العكس تماماً من النمو الذي كان عند 2.6% خلال الربع الأخير من 2013.
في حين أن الأرقام المعدلة أقل بكثير من المتوقع، فإنه من غير المحتمل أنها سوف تدفع البنك الفدرالي ليحيد عن خططه المتلعق بالتنقيص التدريجي من مشتريات الأصول. السبب هو أنه من المتوقع على مستوى واسع بأن الإقتصاد سوف يرتد إلى النمو مع التوقعات الأولية للنمو خلال الربع الثاني، لذلك سوف ينظر إلى الربع الأول على أنه إنحراف ناتج عن الظروف الجوية القاسية. البيانات الأخيرة المتعلقة بالبطالة و النمو في الصناعة و قطاعات الخدمات تغذي هذا التفائل. يتوقع بعض المحللون بأن النمو خلال الربع الثاني سوف يأتي عند حوالي 4%.