الأمر الوحيد على كوكب الأرض الذي يمكنه تحدي الجاذبية كان دائماً أسعار الأشياء، و لم تكن الرواتب يوماً قادرة على إمتلاك هذه القدرة، و خلال السنوات الأخيرة، عانى الكثير من الناس من التراجع في الدخل القابل للإنفاق، الأمر الذي قوض من مستوى حياتهم. و بالتالي، يتفاجئ الكثيرون بتحذير رئيسة صندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" بأن هبوط الأسعار (الإنكماش) من الممكن أن يعيق التعافي الإقتصادي.
من خلال حديثها في نادي الصحافة الوطني في واشنطن، أبدت السيدة "لاجارد" بأنه على الرغم من حقيقة "التفائل في الأجواء" إلا أن التعافي يبقى هشاً. و صرحت: "إذا كان التضخم هو المارد، فإن الإنكماش هو الغول الذي يجب مقاومته بحزم. نحن نرى مخاطر متزايدة على الإنكماش، و التي من الممكن أن تكون كارثية على التعافي".
هذا النقاش سوف يكون مألوفاً لدى أي من مراقبي اليابان حيث أن ضغط الإنكماش في الإقتصاد هو الملام منذ سنوات على الركود الإقتصادي. المستهلكين الذين يعلمون بأن الأسعار سوف تكون أقل في المستقبل، يؤخرون المشتريات الكبيرة، الأمر الذي يتسبب بالنقص في الطلب و قلة إنشاء الوظائف. و لكن، بما أن الكثير من العائلات يشعرون بالضغط الإقتصادي بشكل غير مسبوق، فإن باعة التجزئة عليهم أن يقدموا خصومات على البضائع لجذب الزبائن.
أشارت السيدة لاغارد إلى ان الإنسحاب من برنامج شراء الأصول الخاص بالبنك الفدرالي يجب أن يتم بشكل حذر لتجنب التقلبات في الأسواق العالمية (حيث تم دفع أغلبية الأموال المضخوخة). "بشكل عام، التوجه إيجابي، و لكن النمو العالمي ما يزال قليلاً جداً، و هشاً جداً و غير متساوي بشكل كبير". أضافت السيدة لاغارد.
الأمر الواضح هو أن الرواتب تراجعت بشكل أكبر من الأسعار، و الطريقة المثلى لإستعادة التوازن بالنسبة للعاملين هو الزيادة في الدخل. الثقة بأن تطلعات التوظيف و الأمن الوظيفي قد تحسنت سوف تجعل هي الأخرى المستهلكين مستعدين أكثر على الإنفاق بالطبع.