أعبنت دائرة العمل الأمريكية آخر مجموعة أرقام تتعلق بوضع البطالة في الولايات المتحدة يوم الجمعة. عند اللمحة الأولى، تبدو الأرقام و كأنها جيدة، حيث أن معدل البطالة خلال شهر ديسمبر هبط إلى 6.7%. و لكن، كما يقولون، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل. التحسن في مراقبة البطالة، كما قد يقول الساخرين، بتدخل من أطباء العامود الفقري للسياسيون، يعني بأن فقط الأشخاص الذين يبحثون عن عمل بشكل نشط يمكن أن يعتبروا من ضمن العاطلين عن العمل. يعتقد المحللون بأن الحجم الأكبر من التراجع في في البطالة شهد الشهر الماضي يعود إلى أن الناس قد فقدوا الأمل في العثور على عمل، و بالتالي خرجوا من الإحصائيات.
رقم هام في أرقام البطالة الأمريكية هو رقم الوظائف الجديدة التي تمت إضافتها خلال كل شهر. حوالي 125000 وظيفة جديدة يجب أن تضاف بشكل شهري من أجل أن تتماشى البطالة مع النمو السكاني في الولايات المتحدة. في شهر ديسمبر، عدد الوظائف الجديدة كان مخيباً للآمال عند 74000 وظيفة، مقارنة برقم شهر نوفمبر (المعدل للأعلى) عند 241000 وظيفة. رقم شهر ديسمبر يعتبر ضعيف بشكل خاص عندما يقارن بمعدل أرقام الوظائف المنشأة للأشهر الأربعة الماضية، و الذي كان عند 214000 و الذي كان أمر رئيسي في قيام البنك الفدرالي بالبدأ بعملية التنقيص التدريجي من برنامج شراء الأصول هذا الشهر. بالفعل ، يعتبر رقم الوظائف الجديدة خلال شهر ديسمبر هو الأسوء منذ 3 سنوات.
من بين الوظائف المنتجة، قامت قطاعات الصناعة و الترفيه بتعيين موظفين جدد، و لكن 16000 وظيفة فقدت في قطاع الإنشاء، و الذي كان التراجع الأكثر حدة منذ حوالي 20 شهراً. أعطت أرقام الإنشاءات بعض المصداقية لفكرة بأن إنشاء الوظائف تعرض لضربة موجة البرد خلال الشهر، و لكن من الواضح بأن هذا الأمر يؤثر في القطاعات التي يعمل فيها الأفراد خارج المكاتب. التنقيص بطبيعته هو عبارة عن عملية تدريجية، و الرهان هو أنه لن يتم الإعلان عن أي إجراءات جديدة هذا الشهر قبل أن يتأكد البنك الفدرالي من أن أرقام شهر ديسمبر كانت مجرد طفرة.