تم الإعلان عن بيانات العمل الأمريكية التي يتم ترقبها عن كثب يوم الجمعة، و جائت فوق توقعات المحللين. كان الكثير من النقاد يتوقعون بأن ينشأ الإقتصاد الأمريكي 125000 وظيفة خلال شهر أوكتوبر، و لكن وفقاً لدائرة العمل الأمريكية، جاء الرقم عند 204000 وظيفة جديدة. على الرغم من هذا (كيف يمكن أن نعبر عن هذا؟) فإن رقم البطالة الباحثة عن عمل إرتفع من 7.2% إلى 7.3%. من أجل أن تعتبر من البطالة، فإن الأمر لا يكفي أن تكون عاطلاً عن العمل، بل يجب أن تكون باحثاً مستمراً عن العمل كذلك. من الممكن أن يكون الرقم قد إرتفع بسبب أن بعض العاملين الفدراليين الذين توقفوا عن العمل خلال الإغلاق الفدرالي الجزئي خلال شهر نوفمبر قد قاموا بالتسجيل على أنهم عاطلين عن العمل. أرقام التوظيف خلال شهري أغسطس و سبتمبر عدلت هي الأخرى للأعلى بمقدار 60000 وظيفة.
ردة الفعل الأولية لأرقام الوظائف التي جائت أفضل من المتوقع في أسواق فوركس شهدت إرتفاع الدولار بشكل قوي مقابل الين الياباني، و لكنها إنعكست بسرعة مع أغلاق الدولار بشكل قوي للأسفل مقابل الين. إلا أن هذا الوضع تخبط الآن مع الدولار عند مستويات لم تشهد منذ سبتمبر (الدولار حالياً يساوي 99.65 ين). الضعف النسبي على الين الياباني عزز بمؤشر Nikkei الذي أغلق عند إرتفاع 2.2%، بسبب الين الأضعف بشكل رئيسي.
جائت أرقام الربع الثالث من الولايات المتحدة عند مستوى أقوى مما توقعه الكثيرون، عند نمو سنوي بمقدار 2.8%. سابقاً، الأخبار الأفضل تسببت في توتر بين المستثمرين حيث أنهم يعتقدون بأن البنك الفدرالي قد يبدأ بالتنقيص التدريجي من الأموال التي يتم ضخها في شراء الأصول كل شهر. جزء من هذه السيولة المتزايدة ذهبت إلى الأسواق النامية. بالتالي، فإن هذه الأسواق أصبحت سريعة التأثر لتضييق السياسة المالية الأمريكية. عندما يتصرف البنك الفدرالي في النهاية، سوف يصبح الدولار أضعف، و لكن التوجيه المستقبلي وضع الأمر بأن لا يكون هذا التحرك خلال المستقبل القريب بما أنه مرتبط بتراجع البطالة إلى ما دون مستوى 6.5%. بما أن الزيادة في الإنفاق الإستهلاكي الأمريكي تراجعت، فإن أوضاع البطالة قد تبقى كما هي خلال الوقت الحالي.