الدولار الأمريكي هو عملة الإحتياطي العالمي، و الكثير من الإتفاقيات العالمية التي تتم بعملات لا يمكن تحويلها إلى بعضها البعض، تتم بالعادة من خلال الدولار الأمريكي. من المحتم أن مثل هذه المعاملات تزيد من التكلفة المرتبطة بالمشروع و تعقيداته. العملة الصينية لا يمكن تحويلها بشكل كامل إلى عملات رئيسية أخرى على الرغم من حقيقة أنها العملة المستعملة في ثاني أكبر إقتصاد في العالم، و بالتالي، يتم تداول البضائع الصينية حول العالم.
السلطات الصينية و البنك الأوروبي المركزي أعلنا عن صفقة لمدة 3 سنوات من أجل تبادل العملات بقيمة 56 مليار دولار. الإتفاقية من الممكن أن تمدد إلى ما بعد الثلاث سنوات في حال تم الإتفاق على ذلك. الصفقة تعني بأن التجارة الثنائية بين الأعمال التجارية في منطقة اليورو و الصين يمكن أن يتم تسويتها بالعملات المحلية (اليورو و الياون) و تسمح للشركاء بالإستبدال أو الإقتراض بعملات الطرف الثاني عند معدل متفق عليه. وفقاً للبنك الأوروبي المركزي، فإن التداول بين الإتحاد الأوروبي و الصين كان بقيمة 10 مليارات يورو في شهر يوليو.
تحمي هذه الصفقة الأطراف من التأرجحات في معدلات الصرف، و لكن يجب القول بأن الياون مركتز ضد الدولار على أي حال. من خلال التدقيق البسيط على البيانات يظهر بأنه حتى الآن خلال هذا العام، فإن الإنحراف المعياري النسبي لمعدل صرف اليورو:دولار هو عند 1.64% (معدل القيمة: 1 يورو: 1.3005 دولار) في حين أن الإنحراف المعياري النسبي لصرف الدولار: ياون هو 0.72% (معدل القيمة 1 دولار: 6.233 ياون). يعتقد أغلب المحللون بأن الياون عند ما لا يقل عن 20% أقل من قيمته الفعلية في السوق. العملة ذات القيمة الأقل تعطي الدولة إمتيازاً في أسواق الإستيراد من خلال أسعار السلع الأرخص.
و قد دخلت الصين في 22 إتفاقية تبادل عملات حول العالم مع صفقات بقيم تصل إلى 2.2 تريليون ياون (حوالي 353 مليار دولار).
في تعليقه على الصفقة، صرح البنك المركزي الصيني: "سوف توفر الإتفاقية الجديدة المزيد من السيولة لسوق اليان في منطقة اليورو، و تروج للإستخدام العالمي للياون و تساعد في تسهيل التجارة و الإستثمار". من ناحيته، صرح البنك الأوروبي المركزي "إتفاقية التبادل إنشئت في سياق التجارة الثنائية و الإستثمارات المتزايدة في النمو بين الصين و منطقة اليورو، بالإضافة إلى الحاجة لضمان إستقرار الأسواق المالية".
كما قال البنك المركزي الأوروبي أيضاً بأن الإتفاقية سوف تطمئن البنوك في منطقة اليورو بشأن التوفير المستمر للياون الصيني.