الشيء الذي تبغضه الأسواق أكثر من أي شيءٍ آخر هو الغموض. المخاوف بأن بنك الإحتياطي الفدرالي قد ينهي برنامج شراء الأصول الخاص به بقيمة 85 مليار دولار شهرياً أدى إلى بداية التراجعات في أسواق الأسهم العالمية، عاكساً النمط التصاعدي الأخير، و مرسلاً الدولار الأمريكي إلى إنخفاض مقابل الين الياباني لم تشهد منذ بداية شهر أبريل. الدولار الأمريكي تراجع من إرتفاع خلال منتصف شهر مايو عند 102 ين إلى إنخفاض يقارب من 94 ين.
كان البنك الفدرالي يحاول أن يحسن من السيولة في الإقتصاد، و أن يضمن توفير التمويل الكافي للرهن العقاري من خلال برنامج شراء الأصول، و لكنه كان واضحاً على الدوام بأن هذا سوف ينتهي عند مرحلة معينة.
قام البنك الفدرالي بالتخفيف من الغموض من خلال الكشف عن نيته التقليل من البرنامج مع إقتراب نهاية العام الحالي و أنهي سوف يسحبه بالكامل بحلول منتصف العام القادم. إلا أن القرار مرتبط بالأوضاع الإقتصادية السائدة، كما وضح السيد "بيرنانكي" عند نهاية إجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة الذي إستمر ليومين: "لا يوجد لدينا خطة محددة أو ثابتة". و قد أبقى نفس الإجتماع معدلات الفائدة كما هي بدون تغيير بين 0 و 0.25%. من المرجح أن تبقى السياسة مطبقة كما هي لفترة من الزمن حيث يعتقد 14 من الأعضاء الـ 19 بأنه يجب أن لا يكون هناك أي زيادة حتى 2015، و هناك عضو واحد يقترح أن لا ترتفع حتى عام 2016.
من غير المحتمل أن يزيد البنك الفدرالي معدل الفائدة حتى يهبط معدل البطالة إلى ما دون القيمة المستهدفة عند 6.5% من القوى العاملة. حالياً، فإن معدل البطالة في الولايات المتحدة يقف عند 7.6%. و يتوقع أنها سوف تهبط إلى ما بين 7.2% و 7.3% مع نهاية 2013، و أنها سوف تهبط إلى ما بين 5.8% و 6.2% بحلول 2015. يؤكد البنك الفدرالي على أن البطالة ما دون 6.5% لن تؤدي إلى زيادة في معدل الفائدة، و لكنها تشكل العتبة التي فوقها سوف يتم المحافظة على معدلات الفائدة عند المستويات الحالية.