ربما تكون حقيقة غير سارة، و لكن إن كان لدى أي حزب سياسي أي مكان فكرة عن طريقة إستعادة صحة الإقتصاد و التوظيف و خفض الدين و العجز العام، لكان قام بهذا الأمر. نتيجة لذلك، فإن أحزاب اليسار و اليمين و الأحزاب المركزية عزلت من السلطة على مستوى العالم كله تقريباً من قبل الناخب المنزعج فور حصوله على الفرصة للقيام بذلك.
في إيطاليا، الحكومة التكنوقراطية الغير منتخبة أزيلت من الحكم عندما سحب حزب "سيلفيو بيرليسكوني" (حزب أناس الحرية) دعمه لها، مما أجبر قيام الإنتخابات. النتيجة كانت أن التكنوقراطيين حصلوا على حوالي 10% من الأصوات، و الحزب الديمقراطي حصل على أغلبية الأصوات و لكنه لم يصل إلى الحد المطلوب لتشكيل الحكومة، من خلال عدم توفر الأغلبية في مجلس الشيوخ. "حزب أناس الحرية" كان في المركز الثاني عموماً، و لكن عندها، وضح رئيس الحزب الديمقراطي بأنه لن يدخل في تحالف مع السيد بيرليسكوني. الجوكر في اللعبة كان الحزب الجديد "حركة الخمس نجوم" بقيادة ممثل كوميدي يدعى "بيبو جريلو" و الذي حصل على ربع الأصوات تقريباً. إلا أن محاولته لتشكيل حكومة لم تنجح و رفض الدخول في إحتلاف، تاركاً الدولة بلا توجيه منذ الإنتخابات.
يوم الإثنين، تم دعوة إحتلاف كبير يضم الحزب الديمقراطي و "حزب أناس الحرية" و بعض التكنوقراط لتشكيل حكومة تحت قيادة الرئيس الجديد للحزب الديمقراطي "إنريكو ليتا". الحكومة الجديدة نجحت في التصويت على الثقة يوم الإثنين و أمامها الآن تحدي حل المشاكل الإقتصادية لإيطاليا. رئيس الوزراء الجديد قال بأن الدولة "تموت" تحت الإجراءات التقشفية و يريد أن يجعل النمو الإقتصادي أولويته الأولى.
و هو يريد 18 شهراً لتحويل وضع البلاد و قد تعهد بأن يصلح القانون الإنتخابي لتجنب الطريق المسدود في المستقبل، و إصلاح مخصص الرعاية الإجتماعية و أن يوقف ضريبة العقارات التي تعتبر غير محبوبة. كما ينوي أيضاً أن يخفض المبالغ التي يحصل عليها أعضاء البرلمان الذين عملوا في الحكومة، و هو الأمر الذي من المرجح أن يكون مقبولاً في كل مكان ما عدى البرلمان. يهدف السيد "ليتا" إلى الحصول على الدعم من دول الإتحاد الأوروبي لتحويل السياسات خفض العجز عن طريق التقشف إلى إجراءات تحفز النمو.