تعتبر الإقتصاديات وحشاً دورياً يتذبذب بين فترات من الكساد (الإنكماش الإقتصادي) و النمو، و لكن من المستحيل التنبئ بفترة هذه الدورة بأي درجة من الدقة قبل أن يبدأ الحدث. بشكل مثالي، تتبع فترة الكساد بمرحلة من النمو القوي – أو التعافي، و لكن هذا لم يحدث في تبعات الأزمة المالية العالمية الأخيرة و التي تميزت بالنمو الضعيف و الطلب المتراخي.
البيانات الصادرة حديثاً من الولايات المتحدة تشير إلى أن التعافي الإقتصادي هناك قد يكون في نوع من التحسن. مؤشر "مجلس المؤتمر" لميول المستهلكيين إرتفع من 58.6 الشهر الماضي (الرقم الذي كان قد عدل للأعلى) إلى 29.6 هذا الشهر. يستعمل المؤشر عام 1985 كقيمة خط الأساس عند 100. بشكل مساوي ، أعطت أرقام مبيعات المنازل الجديدة سبباً للسعادة مع إرتفاع بنسبة 16% خلال شهر يناير مقارنة بالشهر السابق، وهو المستوى الأعلى لها منذ شهر يوليو 2008.
معدل مبيعات المنازل، الذي يعدل بشكل سنوي، يعادل في شهر يناير 437000 منزلاً، و لكن في العام 2005 كان معدل بداية إنشاء المنازل الجديدة فوق علامة 2 مليون، مما يوضح عمق الركود الحالي. مع هذا بالإعتبار، كان المعدل ما يزال عند 29% فوق المستوى المشهود في شهر يناير 2012، مما يشير إلى وجود التعافي.
و يعتقد بأن كل بناء جديد للمنازل يضيف 3 وظائف إلى سوق العمل في الولايات المتحدة، و قد كان قطاع الإنشاء الأمريكي قد تضرر بشكل كبير بالأزمة المالية العالمية، حيث عانى من تراجع في الطلب و إشباع في حجم مخزون المنازل الموجودة في السوق و الصعوبات في الحصول على قروض الرهن العقاري. أضافت الصناعة 98000 وظيفة منذ شهر سبتمبر العالم الماضي. يأمل بأن يتمكن السياسيون من الوصول إلى تسوية لتخيفيف تأثير الخفض الأوتوماتيكي في الإنفاق بقيمة 85 مليار دولار المقرر أن يبدأ يوم الجمعة، و إلا لكان هذا التحسن فجرٌ كاذبٌ آخر.