ينظر إلى الذهب منذ فترة طويلة على أنه من الأصول الآمنة في الأوقات الصعبة. وصلت قيمة الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ 6 أشهر عند 1698$ للأونصة. تم دعم التحسن في قيمة الذهب من قبل عدد من العوامل بما في ذلك إحتمالية أن بنك الإحتياطي الفدرالي سوف يشرع بتنفيذ جولة ثالثة من التيسير الكمي (التي من الممكن أن تخفض قيمة الدولار).
الذهب مرتبط بالدولار و يعمل كتحويط مقابل تراجع الدولار الأمريكي حيث يتجه بعض المتداولين من العملة إلى المعدن مما يزيد في الطلب و السعر. العامل الآخر هو بالتأكيد عدم الوضوع بشأن ما سوف يقوم به البنك الأوروبي المركزي لتحييد أزمة الديون السيادية الأوروبية المستمرة.
مع إستمرار مخاوف المستثمرين بشأن قدرة إسبانيا و إيطاليا على النجاة من أزمة الديون، فإن العوائد على السندات السيادية إرتفعت إلى مستويات لا يمكن تحملها. كلا الحكومتين تعانيان في إثبات أنهم قاموا بوضع الإصلاحات التي تهدف إلى تقليل العجز و إتعادة النمو الإقتصادي في دولهم و وضعها على خطوات مالية آمنة. رئيس البنك الأوروبي المركزي "ماريو دراغي" قام بالتصريح بأنه سوف يقوم بكل ما يمكن القيام به لإنقاذ اليورو.
اليوم هو أول إجتماعات البنك الأوروبي المركزي منذ عطلة الصيف. الأسواق متحمسية لرؤية ما هي بالضبط الخطوات التي سوف تقدم لدعم اليورو. يتوقع بشكل كبير إن البنك الأوروبي المركزي سوف يشرع في جولة إضافية من شراء السندات السيادية. الفكرة من هذا هي أنه عندما يكون هناك طلب على السندات، فإن العوائد عليها تنخفض و بالتالي تقل تكاليف الإقتراض على الدول المصدرة لهذا السندات.
الحيلة الأخرى التي من الممكن أن تطبق سوف تكون تخفي معدلات الفائدة التي يدفعها البنك الأوروبي المركزي على الصناديق للإيداعات (ربما حتى إلى قيم سالبة). الفكرة من هذا المبدأ هي انه من الممكن أن يحفز البنوك لوضع الأموال في الأسواق، و بالتالي تحفز الإقتصاد الأوروبي من خلال المساعدة في الموارد المالية. يعتقد المتشائمون بأن بعض المؤسسات المالية تفضل دفع أية مبالغ كرسوم حفظ للبنك الأوروبي المركزي بدلاً عن المخاطرة بالمال في الأسواق في هذه الأوقات المضطربة. الوقت سوف يبين ذلك.