يعتمد التداول الفني في فوركس على البحث عن الأنماط في البيانات (عادةً في مجالات زمنية قصيرة من دقائق إلى ساعات) بمساعدة أدوات هامة من برامج الكمبيوتر والخوارزميات التي تمكن المتداول من التوقع بالمستقبل القريب بدرجة بالغة الدقة أمكانية إتخاذ وضعية معينة (إن المشككين يطلقون على هذه العملية إسم "التخمين"). إن الغاية من القاء النظرة الأولى على هذا المخطط البياني التاريخي تظهر كيف أن زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني قد أغلق بشكل يومي في ما يزيد عن فترة 3 أشهر، وبأن الدولار الأمريكي يرتفع مقابل الين الياباني.
كان قد بدأ الدولار في شهر فبراير بقيمة 76.1112 ين، وأغلق مساء أمس عند مستوى 79.005 ين ياباني، أي بزيادة نسبتها 4.7%، وقد إخترق اليوم حاجز الـ 80 ين. (و هو عند 80.1950 ين اليوم).فكما نلاحظ هذا الأمر سينعكس ايجابياً على اليابانيين لأنه يعني أن صادراتهم أصبحت أكثر جاذبية في أسواق الإستيراد. إلا أنه أسباب هذا التراجع للين غير واضحه، فقد كان بنك اليابان المركزي قد تدخل سابقاً في الأسواق من خلال قيامه بعمليات شراء دولارات كبيرة، أدت هذه الحركة إلى مكاسب كبيرة للدولار الأمريكي، إلا أن التاريخ يظهر بأن تأثير هذه الخطوات كان محدوداً حيث كان يعود الدولار إلى ما دون نقطة البداية خلال فترة أسابيع قليلة.
كما وعانت سويسرا كذلك من دول عملتها "عملة آمنة"، خصوصاً فيما يتعلق باليورو (و غيره من العملات الآوروبية) وهو الأمر الذي يعد مشكلة بسبب كون الإتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لسويسرا بنسبة صادرات تصل إلى مستوى 59% وواردات بنسبة 75%. ويشار الى أن البنك السويسري الوطني قام برسم خط في الرمال ليحدد قيمة زوج اليورو/فرنك سويسري عند مستوى 1.20 في شهر سبتمبر 2011، وقد تمكن من المحافظة على العملة عند هذا المستوى أو فوقه منذ ذلك الحين.كما يبدو لنا أن البنوك المركزية تملك بعض المهارات التي تؤدي إلى تحريك الأسواق، على الأقل على المدى القصير.
يجدر الذكر أنه من غير المحتمل أن يعيد الدولار إكتساب أسعار الصرف القوية التي كانت مقابل الين الياباني في فترة السبعينات، بعد نيكسون وعقيدة الصدمة عندما كان الدولار يعادل 375.41 ين ياباني، ولكن في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجه اليابان، ربما يكون الدولار قد وصل إلى أدنى مستوى مقابل الين، وأن الأمر قد بدأ بالإنعكاس.