يعتبر العام الجديد وقتاً تقليدياً للنقاد الإقتصاديين و السياسيين للقيام بالتوقعات بشأن مسار السنة الجديدة، و يبدو أنهم متحدين هذا العام بشأن الكآبة المتواصلة التي يشعرون بها مع التحذيرات بأن أوروبا تقف على حافة ركود إضافي. قالت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركيل" بأن أوروبا تختبر "أقصى الإختبارات التي مرت عليها منذ عقود"، إلا أنها ترى بأن أزمة الديون الأوروبية قد ساعدت في التقريب بين أفراد العائلة الأوروبية (بإستثناء المملكة المتحدة بالطبع- إلا أنه حتى المملكة المتحدة سوف تشارك في المحادثات التي تهدف إلى إقامة إتحاد مالي أقوى و دعم اليورو). صرح الرئيس الفرنسي "ساركوزي" بذكاء أن الأزمة لم تنتهي، و طالب الرئيس الإيطالي بالمزيد من التضحيات.
يحوم اليورو حول أدنى مستوى له منذ عقود أمام الين الياباني، إلا أن هذا يعتبر مقلقاً أكثر بالنسبة لليابانيين منه للأوروبيون لأنه يجعل الصادرات اليابانية إلى أوروبا أكثر تكلفة في حين تصبح الصادرات الأوروبية إلى اليابان أقل تكلفة- الوضع الذي يعتبر جيداً في حالات تراجع الطلب من المنظور الأوروبي. تغير اليورو قليلاً مقابل الجنيه الإسترليني و الدولار الأمريكي عن وضعه قبل عام حين كان عند إنخفاضات نتيجة أزمة الديون الإيرلندية.
"مؤشر مدير المشتريات" في السوق الأوروبي عن شهر ديسيمبر، أظهر الإنكماش للشهر الخامس بقيمة 46.9 (التوسع يكون بأي رقم يتجاوز الـ 50) إلا أن القيمة كانت فوق قراءات شهر نوفمبر التي كانت عند 46.4، و التي كانت الأسوء خلال 28 شهراً، أي أنها تعد أخباراً أفضل.
رحبت الأسواق في آسيا و أوروبا بالعام الجديد بأرباح متواضعة، و لكن الإختبار الحقيقي سوف يكون في مدى صمود هذه الأرباح. تميز العام 2011 بالأوضاع التداولية المتقلبة حيث كانت تمحى الأرباح فور تسجيلها، حيث أظهرت جميع المؤشرات العالمية ، بإستثناء مؤشر Dow Jones، تراجعات كبيرة خلال العام.