بقلم: خالد سرحان
حققت الأسواق المالية العالمية أرباحاً كبيرة خلال الأسبوع الماضي، كما حقق اليورو تقدماً ملحوظاً على إثر إعلان الإتحاد الأوروبي عن وضع حزمة تمكن من تخلف منظم لليونان و تقديم الثقة بأن القطاع البنكي سوف يكون قادراً على تجاوز أي عاصفة ممكنة. بالطبع لن تختفي جبال الديون التي تعاني منها الكثير من دول المنطقة خلال ليلة و ضحاها، و لكن كما هو الحال مع الشخص الذي يستقيظ من النوم ، قام السياسيون من جميع الفئات بالتعاون من أجل إتخاذ موقف جدي تجاه أزمة الديون.
إلا أن النشوة كانت قصيرة بعد إعلان اليونان عن نيتها طرح إتفاق الإتحاد الأوروبي (التي طلبت المزيد من الإجراءات التقشفية من اليونان) للتصويت. طلب الصفقة إنشاء صندوق بقيمة تريليون يورو لتأمين ثروات الدول المدينة في الإتحاد الأوروبي و القطاع البنكي ، و كانت هناك عمليات جس نبض تجاه الصين لمعرفة ما إذا كانت مستعدة للإستثمار في هذا الصندوق (فقد كانت فكرة مساهمة الصين فكرة ماكرة دوماً). إلا أن الصين أوضحت بأنها لن تقوم بهاذا الأمر طالما ظل موضوع التصويت اليوناني يلوح في الأفق.
يبدو أن الرئيس الفرنسي "ساركوزي" و المستشارة الألمانية "ميركيل" كانا في حالة غضب من رئيس الوزراء اليوناني "بابانديرو"، إلا أن تصريحاتهم العامة كانت دبلماسية بما فيه الكفاية. إلا أن فرنسا و ألمانيا قد أوضحتا بأن صناديق الإنقاذ من الإتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي لن تدفع لليونان إلى بعد وضوح نتائج التصويت. و قد يؤدي هذا إلى تخلف اليونان عن إلتزاماتها في الأثناء. سواءاً أكان الإستفتاء صحيحاً أم خاطئاً، فإنه ينظر إليه على أنه تصويت على رغبة اليونان في البقاء في الإتحاد الأوروبي. و يبدو أن التصويت سوف يتم في الرابع من شهر ديسمبر، لذا يبدو أن الحيرة سوف تسيطر لمدة شهر آخر على الأقل.
قادة مجموعة G20 سوف يجتمعون اليوم في مدينة "كان"، و من المفترض أن تسيطر أزمة الديون السيادية في الإتحاد الأوروبي و أخر الدراما اليونانية على الإجتماع. في العالم الحديث، لا يمكن لأي دولة من العالم الأول أن تتخلف عن إلتزاماتها من دون أن تكون هناك تداعيات واسعة، و عندما تكون الدولة جزء من أكبر عملة موحدة، حيث أن تبعات مثل هذا الوضع سوف تكون أكبر.