بقلم: خالد سرحان
لو كان اليورو مريضا، لكان هناك مجموعة من الأطباء يتراكضون من حوله و في أيديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب محاولين بجد الحصول على نبض مستقر من قلبه. من ناحية طبية، فإن قلب اليورو ينبض و لكن النتائج المفيدة قليلة. الجراحون لا يعملون كفريق ، و الآراء مختلفة حول الطريقة الأمثل لمعالجة هذا المريض بين الراحة السريرية الطويلة من خلال بتر الأجزاء المصابة بشدة (اليونان) إلى إزالة قلب المريض و إختبار عضو تجريبي بدلاً منه.
الغريب في الأمر هو أن هذا المريض (اليورو) تحسن في الآونة الأخيرة في الوقت الذي كان المسؤولون عن رعايته يراوغون. الضرر من توترات الفصل الأخير من الديون السيادية أدى إلى خفض اليورو من مستوى 1.45 أمام الدولار الأمريكي الذي وصل له أواخر شهر أغسطس، إلى مستوى 1.318 الذي وصل له في وقت مبكر من هذا الشهر. في الوقت الذي هاج فيه الخبراء، تعافى اليورو ليقف عند 1.3828 يوم الأمس. في الطريقة العادية لهذه الأشياء، فإن التعافي لم يكن خطياً، إلا أن النمط واضح و معد للمزيد من الدفع للأعلى.
إذا كان اليورو في "وضع جيد جداً" على الرغم من جهود الفريق المكلف برعايته، فإننا لا يمكن أن نقول الأمر نفسه بخصوص الأسواق. إرتفعت أسعار الأسهم عندما أشير إلى أن وزراء المالية و القادة من منطقة اليورو سوف يعلنون عن "الصفقة" خلال أيامٍ قليلة، و لكنها عادت و هبطت عندما قام أحد السياسيين بتوضيح نقطة أنه ما تزال هناك حاجة للوصول إلى إتفاق. و في قد كان بالأمس فقط الرئيس الفرنسي "نيكولاس ساركوزي" قد خرج من الإجتماع مع "أنجيلا ميركيل" و "جون كلاود تيرشيت" و "كريستين ليجارد" في ألمانيا. و قد أخبر الرئيس الفرنسي الإعلام بأن فرنسا و ألمانيا ما تزالا مختلفتين بشأن خطة الإنقاذ المالية الأوروبية و اليورو، و بالتالي، هبطت الأسواق.
سوف ينتج رأي بالإجماع خلال المضي قدماً في طريق إدارة أزمة الديون السيادية و موضوع السيولة البنكية، إلا أن السؤال الوحيد هنا هو متى؟