بقلم: خالد سرحان
من ناحية مبدئية، عندما تضعف قيمة عملة دولة ما، فإن صادرات تلك الدولة تصبح أكثر تنافسية (و هو أمرٌ جيد)، إلا ان تكاليف الواردات ترتفع و قيمة المكاسب الخارجية التي تتكون في الخارج بالعملات الأخرى تتقلص هي الأخرى عندما تعاد إلى أرض الوطن. جوهرياً، المطلوب هو الوصول إلى التوازن الصحيح.
عانت كلٌ من اليابان و سويسرا لفترة من كونها دول ذات عملات آمنة. إرتفعت قيم عملاتهم بشكل كبير عندما وجد فيها المستثمرون ملاذاً آمناً خلال الأوقات الصعبة. قامت اليابان بثلاث محاولات غير ناجحة في أسواق فوركس حين قام البنك الياباني المركزي ببيع الين محاولاً لخفض قيمة العملة. تدخلت سويسرا في السوق محاولةً ربط العملة بحد أدنى للعملة يعادل 1.20 يورو للفرنك السويسري و هي الحركة التي تعد ناجحة إلى الآن. حالياً قيمة الفرنك السويسري تساوي 1.2275 يورو و قد بقيت فوق هذه العتبة منذ السادس من سبتمبر الجاري، على الرغم من التراجع في قيمة اليورو أمام غيره من العملات الرئيسية.
كوريا الجنوبية هي ثالث أقوى إقتصاديات آسيا بعد الصين و اليابان، و قد عانت من عملة متدنية هبطت بنسبة 10% مقابل الدولار الأمريكي خلال الشهر الماضي. قام البنك المركزي في كوريا بالتدخل لرفع قيمة العملة و إيقاف الهبوط. عندما تهبط العملة، ترتفق قيمة البضائع المستوردة بما في ذلك المواد الخام، مما يزيد في حالة التضخم. تعتبر ضغوط التضخم من الأمور المقلقة في العديد من الدول الآسيوية، و التي من بينها كوريا الجنوبية. عملية رفع معدلات الفائدة قد تؤدي إلى خنق التضخم في البلاد، إلا أنه سوف يكون له تأثير بسيط على إرتفاع تكاليف الواردات بسبب التخفيض النسبي لقيمة العملة.