بقلم: خالد سرحان
أكد نائب الرئيس الأمريكي أثناء جولةٍ قام بها في الصين، بأن الولايات المتحدة الأمريكية، التي هي أكبر الإقتصاديات في العالم، لن تتخلف أبداً عن الإيفاء بإلتزاماتها تجاه ديونها. لماذا يعتبر من غير المعقول أن لا يتمكن الأمريكيون من دفع ديونهم؟ المؤسسة السياسية الأمريكية كانت منغمسة مؤخراً في مشاكل سياسة حافة الهاوية بين الحزبين حول زيادة سقف المديونية الأمريكية، و لم يصلوا إلا حل إلى في اللحظات الأخيرة قبيل تخلف الولايات المتحدة الأمريكية عن الإيفاء بجزء من ديونها الضخمة. إن مثل هذا التصرف لا يوحي طبعاً بالثقة، الأمر الذي كان واضحاً من خلال قرار وكالة التصنيف الإئتماني "ستاندرد أند بوور" خفض مستوى التصنيف الإئتماني للولايات المتحدة من AAA إلى AA+.
الصين هي أكبر مقرض للولايات المتحدة (بمعنى أن لديها أكبر كمية من السندات الأمريكية) بأصول تقدر قيمتها بحوالي 1 تريليون دولار أمريكي. في حين أن القيمة الإسمية لهذه السندات لن تتغير، و في حال عدم وجود تخلف، فإن الحكومة الصينية سوف تحصل على القيمة الإسمية للسندات عندما تصبح مستحقة، إلا أنه من الواضح أن الصينيين قلقين من القيمة الجوهرية التي تمثلها هذه السندات. الشكوك بشأن قدرة الدولة على سداد ديونها (سواءاً أكانت الشكوك لها أساس أم لا) تؤدي إلى تدهور عملة تلك البلاد، الأمر الذي يؤكده مراقبو اليورو بسهولة. هذا يعني بأن القوة الشرائية لتلك العملة خارج منطقتها سوف تهبط. و إذا ما حدث هذا الأمر مع الدولار الأمريكي، فإن الصينيين سوف يخسرون الكثير من قيمة أصولهم الأمريكية المقومة.
تصل مجموع الديون الأمريكية إلى حوالي 14 تريليون دولار، و إذا ما قامت وكالات تصنيف أخرى بأخذ نفس المنحى المتشائم تجاه النظرة العامة للإقتصاد الأمريكي و النية السياسية تجاه القيام بعمل جدي بشأن خفض الديون، فإنه من المحتمل أن ينخفض التصنيف الإئتماني الأمريكي. في هذه الحالة، سوف ترتفع تكلفة الديون الأمريكية، حيث سوف يطالب المستثمرون بعوائد أعلى للتعويض عن إرتفاع نسبة الخطورة التي ترافق إستثماراتهم. في وقت تباطؤ إقتصادي تكون فيه عوائد الحكومة متدنية، فإن التخلف الجزئي (في حين أنه غير محتمل أبداً) يصبح معقولاً أكثر.
أشار السيد بايدن إلى مضيفه بأن 78% من الأصول الأمريكية (الديون) محلية. و هذا فيه تطمين بسيط للصينيين بما أن التريليون دولار أمريكي ما تزال تساوي تريليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو هبطت قيمة الدولار الأمريكي.